responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 11  صفحه : 193

لرأى أنهن أكلتهن عن آخرهن.

وثالثها : قوله : « ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ » والظاهر أنه عليه‌السلام استفاده من عدد السبع الذي تكرر في البقرات السمان والعجاف والسنبلات الخضر ، وقوله : « ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ » وإن كان إخبارا صورة عن المستقبل لكنه كناية عن أن هذا العام الذي سيستقبلهم بعد مضي السبع الشداد في غنى عن اجتهادهم في أمر الزرع والادخار ، ولا تكليف فيه يتوجه إليهم بالنسبة إلى أرزاق الناس.

ولعله لهذه الثلاثة غير السياق فقال : « فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ » ولم يقل : فيه تغاثون وفيه تعصرون بالجري على نحو الخطاب في الآيتين السابقتين ففيه إشارة إلى أن الناس في هذا العام في غنى عن اجتهادكم في أمر معاشهم وتصديكم لإدارة أرزاقهم بل يغاثون ويعصرون لنزول النعمة والبركة في سنة مخصبة.

ومن هنا يظهر اندفاع ما ذكره صاحب المنار ، في كلامه المتقدم أن هذا التخصيص لم يعرفه يوسف عليه‌السلام إلا بوحي من الله لا مقابل له في رؤيا الملك ولا هو لازم من لوازم تأويلها بهذا التفصيل. انتهى.

فإن تبدل سني الجدب بسنة الخصب مما يستفاد من الرؤيا بلا ريب فيه ، وأما ما ذكره من كون هذه السنة ذات مزية بالنسبة إلى سائر سني الخصب تزيد عليها في وفور الرزق فلا دليل عليها من جهة اللفظ البتة.

ومما ذكرنا أيضا تظهر النكتة في ترك توصيف السنبلات اليابسات في الآية بالسبع حيث قيل : « وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ » حيث عرفت أن الرؤيا لا تجلي نفس حادثة الخصب والجدب ، وإنما تجلي ما هو التكليف العملي قبال الحادثة فيكون توصيف السنابل اليابسة بالسبع مستدركا مستغنى عنه بخلاف ما لو كان ذلك إشارة إلى نفس السنين المجدبة فافهم ذلك.

ومما تقدم يظهر أيضا أن الأنسب أن يكون المراد بقوله : « يُغاثُ » وقوله : « يَعْصِرُونَ » الإمطار أو إعشاب الكلاء وحلب المواشي لأن ذلك هو المناسب لما رآه في

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 11  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست