responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 11  صفحه : 180

آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا »: الأنبياء : ٢٢ ، ويعمم الآية الثانية على نفي ألوهية آلهة إلا الله بذاتها ونفي ألوهيتها من جهة إذن الله في شفاعتها.

ويرد عليه أولا : أن فيه تقييدا لإطلاق قوله : « الْقَهَّارُ » من غير مقيد فإن الله سبحانه كما يقهر الأسباب في تأثيرها يقهر كل شيء في ذاته وصفته وآثاره فلا ثاني له في وجوده ولا ثاني له في استقلاله في نفسه وفي تأثيره فلا يتأتى مع وحدته القاهرة على الإطلاق أن يفرض شيء يستقل عنه في وجوده ، ولا أمر يستقل عنه في أمره ، والإله الذي يفرض دونه إما مستقل عنه في ذاته وآثار ذاته جميعا وإما مستقل عنه في آثار ذاته فحسب ، وكلا الأمرين محال كما ظهر.

وثانيا : أن فيه تعميما لخصوص الآية الثانية من غير معمم فإن الآية ـ كما عرفت ـ تنيط كونها آلهة بإذن الله وحكمه كما هو ظاهر قوله : « ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ » إلخ ومن الواضح أن هذه الألوهية المنوطة بإذنه تعالى وحكمه ألوهية شفاعة لا ألوهية ذاتية أي ألوهية بالغير لا ما هو أعم من الألوهية بالذات وبالغير جميعا.

قوله تعالى : « يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ » معنى الآية ظاهر ، وقرينة المناسبة قاضية بأن قوله : « أَمَّا أَحَدُكُما » إلخ ، تأويل رؤيا من قال منهما : « إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً » وقوله : « وَأَمَّا الْآخَرُ » إلخ ، تأويل لرؤيا الآخر.

وقوله : « قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ » لا يخلو من إشعار بأن الصاحبين أو أحدهما كذب نفسه في دعواه الرؤيا ولعله الثاني لما سمع تأويل رؤياه بالصلب وأكل الطير من رأسه ، ويتأيد بهذا ما ورد من الرواية من طرق أئمة أهل البيت عليه‌السلام : أن الثاني من الصاحبين قال له : إني كذبت فيما قصصت عليك من الرؤيا ـ فقال عليه‌السلام : « قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ » أي إن التأويل الذي استفتيتما فيه مقضي مقطوع لا مناص عنه.

قوله تعالى : « وَقالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ » الضمائر في قوله : « قالَ » و « ظَنَ » و « فَلَبِثَ » راجعة إلى يوسف أي قال يوسف للذي ظن هو أنه سينجو منهما : اذكرني عند ربك بما يثير رحمته لعله يخرجني من السجن.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 11  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست