responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 95

سبحانه الأمر في ذلك بظلمة الليل الداعية إلى تجديد تجهيز القوى بعد ما لحقها من العي والتعب والنصب وإلى الارتياح والأنس بالأهل والتمتع مما جمع واكتسب بالنهار والفراغ للعبودية ، وبضوء النهار الباعث إلى الرؤية فالاشتياق فالطلب.

قوله تعالى : « قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ » إلى آخر الآية الاستيلاد بمعناه المعروف عند الناس هو أن يفصل الموجود الحي بعض أجزاء مادته فيربيه بالحمل أو البيض تربية تدريجية حتى يتكون فردا مثله ، والإنسان من بينها خاصة ربما يطلب الولد ليكون عونا له على نوائب الدهر وذخرا ليوم الفاقة ، وهذا المعنى بجميع جهاته محال عليه تعالى فهو عز اسمه منزه عن الأجزاء متعال عن التدريج في فعله بريء عن المثل والشبه مستغن عن غيره بذاته.

وقد نفى القرآن الولد عنه بالاحتجاج عليه من كل من الجهات المذكورة كما تعرض لنفيه من جميعها في قوله : « وَقالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ » البقرة : ـ ١١٧ وقد مرت الإشارة إلى ذلك في تفسير الآيات في الجزء الأول من الكتاب.

وأما الآية التي نحن فيها فهي مسوقة للاحتجاج على نفي الولد من الجهة الأخيرة فحسب وهو أن الغرض من وجوده الاستعانة به عند الحاجة وذلك إنما يتصور فيمن كان بحسب طبعه محتاجا فقيرا ، والله سبحانه هو الغني الذي لا يخالطه فقر فإنه المالك لما فرض في السماوات والأرض من شيء.

وقوله : « إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ » أي برهان « بِهذا » إثبات لكونهم إنما قالوه جهلا من غير دليل فيكون محصل المعنى أنه لا دليل لكم على ما قلتموه بل الدليل على خلافه وهو أنه تعالى غني على الإطلاق ، والولد إنما يطلبه من به فاقة وحاجة ، والكلام على ما اصطلح عليه في فن المناظرة من قبيل المنع مع السند.

وقوله : « أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ » توبيخ لهم في قولهم ما ليس لهم به

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست