responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 88

وليكن هذا هو ظنه بربه يوم القيامة وليأخذ حذره.

وذكر تلاوة القرآن مستقلا مع دخوله في قوله قبلا : « وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ » فإن أحد شئونه صلى‌الله‌عليه‌وآله للإيماء إلى أهمية أمرها ومزيد العناية بها.

وفي الآية أولا تشديد في العظة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى أمته وثانيا : أن الذي يتلوه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من القرآن للناس من وحي الله وكلامه لا يطرقه تغيير ولا يدب فيه باطل لا في تلقيه من الله ولا في تلاوته للناس فالآية قريبة المضمون من قوله : « عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ » الجن : ـ ٢٨.

وقوله : « وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ » إلى آخر الآية.العزوب الغيبة والتباعد والخفاء ، وفيه إشارة إلى حضور الأشياء عنده تعالى من غير غيبة وحفظه لها في كتاب من غير زوال ، وقد تقدم بعض ما يتعلق به من الكلام في ذيل قوله : « وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ » الأنعام : ـ ٥٩ في الجزء السابع من الكتاب.

قوله تعالى : « أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ » استئناف في الكلام غير أنه متعلق بغرض السورة وهو الدعوة إلى الإيمان بكتاب الله والندب إلى توحيد الله تعالى بمعناه الوسيع.

وللدلالة على أهمية المطلب افتتح بلفظة « أَلا » التنبيهية ، والله سبحانه يذكر في هذه الآية والآيتين بعدها أولياءه ويعرفهم ويصف آثار ولايتهم وما يختصون به من الخصيصة.

والولاية وإن ذكروا لها معاني كثيرة لكن الأصل في معناها ارتفاع الواسطة الحائلة بين الشيئين بحيث لا يكون بينهما ما ليس منهما ، ثم استعيرت لقرب الشيء من الشيء بوجه من وجوه القرب كالقرب نسبا أو مكانا أو منزلة أو بصداقة أو غير ذلك ولذلك يطلق الولي على كل من طرفي الولاية ، وخاصة بالنظر إلى أن كلا منهما يلي من الآخر ما لا يليه غيره فالله سبحانه ولي عبده المؤمن لأنه يلي أمره ويدبر شأنه فيهديه إلى صراطه المستقيم ويأمره وينهاه فيما ينبغي له أو لا ينبغي وينصره في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست