السورة ـ كما
يلوح من آياتها ـ مكية من السور النازلة في أوائل البعثة وقد نزلت دفعة للاتصال
الظاهر بين كرائم آياتها ، وقد استثنى بعضهم قوله تعالى : «فَإِنْ كُنْتَ فِي
شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ
قَبْلِكَ » إلى تمام
ثلاث آيات فذكر أنها مدنية ، وبعضهم قوله تعالى : « وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ
مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ » فذكر أنها نزلت في اليهود بالمدينة ، ولا دليل من جهة
اللفظ على شيء من القولين.
وغرض السورة
وهو الذي أنزلت لأجل بيانه هو تأكيد القول في التوحيد من طريق الإنذار والتبشير
كأنها أنزلت عقيب إنكار المشركين الوحي النازل على النبي صلىاللهعليهوآله وتسميتهم القرآن بالسحر فرد الله سبحانه ذلك عليهم
ببيان أن القرآن كتاب سماوي نازل بعلمه تعالى ، وأن الذي يتضمنه من معارف التوحيد
كوحدانيته تعالى وعلمه وقدرته وانتهاء الخلقة إليه وعجائب سننه في خلقه ورجوعهم
جميعا إليه بأعمالهم التي سيجزون بها خيرا أو شرا كل ذلك مما تدل عليه آيات السماء
والأرض ويهتدي إليه العقل السليم فهي معان حقة ولا يدل على مثلها إلا كلام حكيم لا
سحر مزوق باطل.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 10 صفحه : 6