responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 57

وإذ لم يكن لهم في ذلك جواب مثبت فإنهم لا يجيبون ، ولذلك أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يخلفهم في الجواب فيجيب في ذلك ـ أعني الهداية إلى الحق ـ بإثباتها لله سبحانه فقيل : « قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِ » فإن الله سبحانه هو الذي يهدي كل شيء إلى مقاصده التكوينية والأمور التي يحتاج إليها في بقائه كما في قوله : « رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى » طه ـ ٥٠ وقوله : « الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى » الأعلى : ـ ٣ وهو الذي يهدي الإنسان إلى سعادة الحياة ويدعوه إلى الجنة والمغفرة بإذنه بإرسال الرسل وإنزال الكتب وتشريع الشرائع ، وأمرهم ببث الدعوة الحقة الدينية بين الناس.

وقد مر في تفسير قوله تعالى : « الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ » آل عمران : ـ ٦٠ إن الحق من الاعتقاد والقول والفعل إنما يكون حقا بمطابقة السنة الجارية في الكون للذي هو فعله فالحق بالحقيقة إنما يكون حقا بمشيته وإرادته.

وإذ تحقق أنه ليس من شركائهم من يهدي إلى الحق ، وأن الله سبحانه يهدي إلى الحق سألهم بقوله : « أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى »؟ أن يقضوا في الترجيح بين اتباعه تعالى واتباع شركائهم وهو تعالى يهدي إلى الحق وهم لا يهدون ولا يهتدون إلا بغيرهم ، ومن المعلوم أن الرجحان لمن يهدي على من لا يهدي أي لاتباعه تعالى على اتباعهم ، والمشركون يحكمون بالعكس ، ولذلك لامهم ووبخهم بقوله : « فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ »؟.

والتعبير في الترجيح في قوله : « أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ » بأفعل التفضيل الدال على مطلق الرجحان دون التعين والانحصار مع أن اتباعه تعالى حق لا غير واتباعهم لا نصيب له من الحق إنما هو بالنظر إلى مقام الترجيح وليسهل بذلك قبولهم للقول من غير إثارة لعصبيتهم وتهييج لجهالتهم.

وقد أبدع تعالى في قوله « أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى » والقراءة الدائرة : « لا يَهِدِّي » بكسر الهاء وتشديد الدال وأصله يهتدي ، وظاهر قوله : « لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى » وقد حذف متعلقات الفعل فيه أنه إنما يهتدي بغيره لا بنفسه.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست