responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 350

والمناطيد التي تخلق في الجو تصل إلى حيث يخف ضغط الهواء ويستحيل حياة الناس فيها ، وهم يصنعون أنواعا منها يصنعون فيها من أكسجين الهواء ما يكفي استنشاقه وتنفسه للحياة في طبقات الجو العليا ويصعدون فيها.

وقد أشير في الكتاب العزيز إلى ما يكون للتصعيد في جو السماء من التأثير في ضيق الصدر من عسر التنفس بقوله تعالى : « فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ ».

فإن قيل : إن هذا الفعل المروي عن جبرئيل من الممكنات العقلية وكان وقوعه من خوارق العادات فلا يصح أن يجعل تصديقه موقوفا على ما عرف من سنن الكائنات.

قلت : نعم ولكن الشرط الأول لقبول الرواية في أمر جاء على غير السنن والنواميس التي أقام الله بها نظام العالم من عمران وخراب أن تكون الرواية عن وحي إلهي نقل بالتواتر عن المعصوم أو بسند صحيح متصل الإسناد لا شذوذ فيه ولا علة على الأقل ، ولم يذكر في كتاب الله تعالى ، ولم يرد فيه حديث مرفوع إلى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا تظهر حكمة الله فيه ، وإنما روي عن بعض التابعين دون الصحابة. ولا شك أنه من الإسرائيليات.

ومما قالوه فيها : أن عدد أهلها كان أربعة آلاف ألف وبلاد فلسطين كلها لا تسع هذا العدد فأين كان هؤلاء الملايين يسكنون من تلك القرى الأربع؟ انتهى.

والذي ذكره أن الحديث إنما روي عن التابعين دون الصحابة فإنه أن هذا المعنى مروي عن ابن عباس وعن الحذيفة بن اليمان ، ففي رواية ابن عباس ـ كما في الدر المنثور ، عن إسحاق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر ومقاتل عن الضحاك عنه ـ « : « فلما كان عند وجه الصبح عمد جبريل إلى قرى لوط ـ بما فيها من رجالها ونسائها وثمارها وطيرها ـ فحواها وطواها ثم قلعها من تخوم الثرى ـ ثم احتملها تحت جناحه ثم رفعها إلى السماء الدنيا ـ فسمع سكان سماء الدنيا أصوات الكلاب والطير ـ والنساء والرجال من تحت جناح جبرئيل ـ ثم أرسلها منكوسة ثم أتبعها بالحجارة ، وكانت الحجارة للرعاة والتجار ـ ومن كان خارجا عن مدائنهم » الحديث.

وفي رواية حذيفة بن اليمان ـ على ما في الدر المنثور ، عن عبد الرزاق وابن جرير

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست