responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 324

والحال أنها تخدمهم بنفسها ، وقولهم : إنها كانت أشارت إلى إبراهيم أن يضم إليه لوطا لأن فحشاء قومه سيعقبهم العذاب والهلاك فلما سمعت من الملائكة قولهم : إنا أرسلنا إلى قوم لوط سرت وضحكت لإصابتها في الرأي ، وقولهم : إنها ضحكت تعجبا مما بشروها به من الولد وهي عجوز عقيم ، وعلى هذا ففي الكلام تقديم وتأخير والتقدير : فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب فضحكت.

وقوله : « فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ » إسحاق هو ابنها من إبراهيم ، ويعقوب هو ابن إسحاق عليه‌السلام فالمراد أن الملائكة بشروها بأنها ستلد إسحاق وإسحاق سيولد له يعقوب ولد بعد ولد. هذا على قراءة يعقوب بالفتح وهو منزوع الخافض وقرئ برفع يعقوب وهو بيان لتتمة البشارة ، والأولى أرجح.

وكان في هذا التعبير : « وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ » إشارة إلى وجه تسمية يعقوب عليه‌السلام بهذا الاسم ، وهو أنه كان يعقب بحسب هذه البشارة أباه إسحاق وقد ذكر فيها أنه وراءه ، ويكون فيها تخطئة لما في التوراة من السبب في تسمية يعقوب به.

قال في التوراة الحاضرة : وكان إسحاق ابن أربعين سنة لما اتخذ لنفسه زوجه « رفقة » بنت بنوئيل الأرامي أخت لابان الأرامي من فدان الأرام ، وصلى إسحاق إلى الرب لأجل امرأته لأنها كانت عاقرا فاستجاب له الرب فحبلت رفقة امرأته وتزاحم الولدان في بطنها فقالت : إن كان هكذا فلما ذا أنا ، فمضت لتسأل الرب فقال لها الرب : في بطنك أمتان ، ومن أحشائك يفترق شعبان : شعب يقوى على شعب ، وكبير يستعبد لصغير.

فلما كملت أيامها لتلد إذا في بطنها توأمان فخرج الأول أحمر كله كفروة شعر فدعي اسمه عيسو ، وبعد ذلك خرج أخوه ويده قابضة بعقب عيسو فدعي اسمه يعقوب. انتهى موضع الحاجة وهذا من لطائف القرآن الكريم.

قوله تعالى : « قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ » الويل القبح وكل مساءة توجب التحسر من هلكة أو مصيبة أو فجيعة ، أو فضيحة ونداؤه كناية عن حضوره وحلوله يقال : يا ويلي أي حضرني وحل بي ما

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست