responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 27

إلا برفعه ، غير سديد فإنهم ما كانوا يريدون أن يأتيهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بهذا القرآن وغيره معا قطعا.

وكذا ما ذكره بعضهم أن قولهم : « ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ » إنما أرادوا به أن يمتحنوه بذلك فيغروه حتى إذا أجابهم إلى ذلك كان ذلك نقضا منه لدعوى نفسه أنه كلام الله ، وذلك أنهم لما سمعوا ما بلغهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من آيات القرآن وتلاه عليهم وتحداهم بالإتيان بمثله وعجزوا عن الإتيان بمثله ، وكانوا في ريب من كونه كلام الله ، وفي ريب من كونه من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه ولم يكن يفوقهم في الفصاحة والبلاغة والعلم ، بل كانوا يرونه دون كبار فصحائهم ومصاقع خطبائهم أرادوا أن يمتحنوه بهذا القول حتى إذا أتاهم بما سألوه كان ذلك ناقضا لأصل دعواه أنه كلام الله. وكان قصارى أمره أنه امتاز عليهم بهذا النوع من البيان لقوة نفسية فيه كانت خفية عليهم كأسباب السحر لا بوحي. هذا.

وفيه مضافا إلى مناقضة آخره أوله أنه مدفوع بما يلقنه الله سبحانه من الحجة فإن السؤال الذي لم يصدر إلا بداعي الامتحان والاختبار من غير داع جدي لا معنى للجواب عنه بالإثبات الجدي بحجة جدية وهو ظاهر.

وفي قوله : « وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا » التفات من الخطاب إلى الغيبة ، والظاهر أن النكتة فيه أن يكون توطئة إلى إلقاء الأمر إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله : « قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ » إلخ ، فإن ذلك لا يتم إلا بصرف الخطاب عنهم وتوجيهه إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قوله تعالى : « قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ » إلى آخر الآية التلقاء بكسر التاء مصدر كاللقاء نظير التبيان والبيان ويستعمل ظرفا.

والله سبحانه على ما أجاب عن مقترحهم بقولهم : « ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ » في أثناء كلامه بقوله « بَيِّناتٍ » فإن الآيات إذا كانت بينات ظاهرة الاستناد إلى الله سبحانه كشفت كشفا قطعيا عما يريده الله سبحانه منهم من رفض الأصنام والاجتناب من كل ما لا يرتضيه بما أوحى إلى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله من تفصيل دينه رد

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست