نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 10 صفحه : 259
وقد [١] وقع في «
أوستا » وهو كتاب المجوس المقدس أن « أهورا مزدا » أوحى إلى « إيما » ( وتعتقد
المجوس أنه جمشيد الملك ) أنه سيقع طوفان يغرق الأرض ، وأمره أن يبني حائطا مرتفعا
غايته يحفظ من في داخله من الغرق ، وأن يجمع في داخله جماعة من الرجال والنساء
صالحة للنسل ، ويدخل فيه من كل جنس من أجناس الحيوان زوجين اثنين ، ويبني في داخل
السور بيوتا وقبابا في طبقات مختلفة يسكنها الناس المجتمعون هناك ويأوي إليها
الدواب والطيور ، وأن يغرس في داخله ما ينفع في حياة الناس من الأشجار المثمرة ،
ويحرث ما يرتزق به الناس من الحبوب الكريمة فيحتفظ بذلك ما به حياة الدنيا
وعمارتها.
وفي تاريخ
الأدب الهندي [٢] في قصة الطوفان : أنه بينما كان « مانو » ( هو ابن
الإله عند الوثنيين ) يغسل يديه إذ جاءت في يده سمكة ، ومما اندهش به أن السمكة
كلمته وطلبت إنقاذها من الهلاك ووعدته جزاء عليه أنها ستنقذ « مانو » في المستقبل
من خطر عظيم ، والخطر العظيم المحدق الذي أنبأت به السمكة كان طوفانا سيجرف جميع
المخلوقات وعلى ذلك حفظ « مانو » السمكة في المرتبان.
فلما كبرت
أخبرت « مانو » عن السنة التي سيأتي فيها الطوفان ثم أشارت على مانو أن يصنع سفينة
كبيرة ويدخل فيها عند طوفان الماء قائلة : أنا أنقذك من الطوفان ، فمانو صنع
السفينة والسمكة كبرت أكثر من سعة المرتبان لذلك ألقاها في البحر.
ثم جاء الطوفان
كما أنبأت السمكة ، وحين دخل « مانو » السفينة عامت السمكة إليه فربط السفينة بقرن
على رأسها فجرتها إلى الجبال الشمالية ، وهنا ربط مانو السفينة بشجرة ، وعند ما
تراجع الماء وجف بقي مانو وحده. انتهى.
٦
ـ هل كانت نبوته ع عامة للبشر؟
مسألة اختلفت فيها
آراء العلماء. فالمعروف عند الشيعة عموم رسالته ، وقد ورد من طرق أهل البيت (ع)