responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 233

أكمل ظهورها فأغرقت الدنيا وأهلها ، ونودي من ساحة العظمة والكبرياء على الظالمين بالبعد ، فأخذ نوح عليه‌السلام يدعو لابنه والظرف هذا الظرف لم يجترئ عليه‌السلام ـ على ما يقتضيه أدب النبوة ـ على أن يسأل ما يريده من نجاة ابنه بالتصريح ، بل أورد القول كالمستفسر عن حقيقة الأمر ، وابتدر بذكر ما وعده الله من نجاة أهله حين أمره أن يجمع الناجين معه في السفينة فقال له : « احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ ».

وكان أهله ـ غير امرأته ـ حتى ابنه هذا مؤمنين به ظاهرا ولو لم يكن ابنه هذا على ما كان يراه نوح عليه‌السلام مؤمنا لم يدعه البتة إلى ركوب السفينة فهو عليه‌السلام الداعي على الكافرين السائل هلاكهم بقوله : « رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً » فقد كان يرى ابنه هذا مؤمنا ولم يكن مخالفته لأمر أبيه إذ أمره بركوب السفينة كفرا أو مؤديا إلى الكفر وإنما هي معصية دون الكفر.

ولذلك كله قال عليه‌السلام : « رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُ » فذكر وعد ربه وضم إليه أن ابنه من أهله ـ على ما في الكلام من دلالة « رَبِ » على الاسترحام ، ودلالة الإضافة في « ابْنِي » على الحجة في قوله : « مِنْ أَهْلِي » ودلالة التأكيد بإن ولام الجنس في قوله : « وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُ » على أداء حق الإيمان.

وكانت الجملتان : « إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي » « وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُ » ينتجان بانضمام بعضهما إلى بعض الحكم بلزوم نجاة ابنه لكنه عليه‌السلام لم يأخذ بما ينتجه كلامه من الحكم أدبا في مقام العبودية فلا حكم إلا لله بل سلم الحكم الحق والقضاء الفصل إلى الله سبحانه فقال : « وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ ».

فالمعنى : رب إن ابني من أهلي ، وإن وعدك حق كل الحق ، وإن ذلك يدل على أن لا تأخذه بعذاب القوم بالغرق ومع ذلك فالحكم الحق إليك فأنت أحكم الحاكمين كأنه عليه‌السلام يستوضح ما هو حقيقة الأمر ولم يذكر نجاة ابنه ولا زاد على هذا الذي حكاه الله عنه شيئا وسيوافيك بيان ذلك.

قوله تعالى : « قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست