شروع في قصص
الأنبياء عليهمالسلام وقد بدأ بنوح وعقبه بجماعة ممن بعده كهود وصالح
وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى عليهالسلام. وقد قسم قصة نوح إلى فصول أولها احتجاجه عليهالسلام على قومه في التوحيد فهو عليهالسلام أول الأنبياء الناهضين للتوحيد على الوثنية على ما ذكره
الله تعالى في كتابه ، وأكثر ما قص من احتجاجه عليهالسلام مع قومه من المجادلة بالتي هي أحسن وبعضه من الموعظة
وقليل منه من الحكمة وهو الذي يناسب تفكر البشر الأولي والإنسان القديم الساذج
وخاصة تفكرهم الاجتماعي الذي لا ظهور فيه إلا للمركوم من أفكار الأفراد المتوسطين
في الفهم.
قوله
تعالى : « وَلَقَدْ أَرْسَلْنا
نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ » القراءة المعروفة « إِنِّي » بكسر الهمزة على تقدير القول وقرئ أني بفتح الهمزة
بنزع الخافض والتقدير بأني لكم نذير مبين ، والجملة أعني قوله : « إِنِّي لَكُمْ
نَذِيرٌ مُبِينٌ » على أي حال بيان إجمالي لما أرسل به فإن جميع ما بلغه قومه عن ربه وأرسل
به إليهم إنذار مبين فهو نذير مبين.
فكما أنه لو
قال : ما سألقيه إليكم من القول إنذار مبين كان بيانا لجميع ما أرسل به إليهم
بأوجز كلمة كذا قوله : ( إِنِّي لَكُمْ
نَذِيرٌ مُبِينٌ ) بيان لذلك بالإجمال غير أنه يزيد على سابقه ببيان سمة
نفسه وهي أنه رسول من الله إليهم لينذرهم بعذاب الله ، وليس له من الأمر شيء أزيد
من أنه واسطة يحمل الرسالة.
قوله
تعالى : « أَنْ لا تَعْبُدُوا
إِلَّا اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ». بيان ثان لما أرسل به أو بيان لقوله : « إِنِّي لَكُمْ
نَذِيرٌ مُبِينٌ » ومآل الوجهين واحد ، وأن
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 10 صفحه : 198