responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 191

الله ولا لأن لهم أولياء من دون الله يستظهرون بهم على الله بل لأنهم ما كانوا يستطيعون أن يسمعوا ما يأتيهم من الإنذار والتبشير من ناحيته أو يذكر لهم من البعث والزجر من قبله وما كانوا يبصرون آياته حتى يؤمنوا بها كما وصفهم في قوله : « لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ » الأعراف : ـ ١٧٩ ، وفي قوله : « وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ » الأنعام : ـ ١١٠ ، وقوله : « خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ » البقرة : ـ ٧ ، وآيات أخرى كثيرة تدل على أنه تعالى سلبهم عقولهم وأعينهم وآذانهم غير أنه تعالى يحكي عنهم مثل قولهم : « وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ » ، الملك : ـ ١١ ، واعترافهم بأن عدم سمعهم وعقلهم كان ذنبا منهم مع أن ذلك مستند إلى سلبه تعالى منهم ذلك يدل على أنهم أنفسهم توسلوا إلى سلب هذه النعم بالذنوب كما يدل عليه ما تقدم من قوله تعالى : « وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ » البقرة : ـ ٢٦ وغيره.

وذكروا في معنى قوله : « ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ » وجوها أخرى :

منها : أن قوله : ( ما كانُوا ) « إلخ » ، في محل النصب بنزع الخافض وهو متعلق بقوله : ( يُضاعَفُ ) « إلخ » ، والأصل : بما كانوا يستطيعون السمع وبما كانوا يبصرون ، والمعنى يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون السمع فلا يسمعون وبما كانوا يستطيعون الإبصار فلا يبصرون.

ومنها : أنه عنى بقوله : « ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ » إلخ ، نفي السمع والبصر عن آلهتهم وأوثانهم ، وتقدير الكلام أولئك الكفار وآلهتهم لم يكونوا معجزين في الأرض ، وقال مخبرا عن الآلهة : ( ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ ).

ومنها : أن لفظة ما في « ما كانُوا » ليست للنفي بل تجري مجرى قولهم : لأواصلنك ما لاح نجم ، والمعنى أنهم معذبون ما داموا أحياء.

ومنها : أن نفي السمع والبصر بمعنى نفي الفائدة فإنهم لاستثقالهم استماع آيات الله والنظر فيها وكراهيتهم لذلك أجروا مجرى من لا يستطيع السمع ولا يبصر

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست