responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 175

« افْتَراهُ » قولا ناشئا عن العناد واللجاج لا عن إذعان به أو شك فيه ، أو لأنهم كانوا آيسين من استجابة شركائهم للدعوة على المعارضة ، أو لأنهم كانوا هازلين في قولهم ذلك يهذرون هذرا.

وبالجملة عدم استجابة المشركين للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أو للمؤمنين أو لهم جميعا لا يدل بنفسه على كون القرآن نازلا من عند الله إلا إذا كان عدم الاستجابة المذكورة بعد تحقق دعوتهم شركاءهم إلى المعارضة وعدم استجابتهم لهم ، ولم يتحقق من المشركين دعوة على هذه الصفة ، ومجرد عدم استجابة المشركين أنفسهم لا ينفع شيئا ، ولا يبقى إلا أن يقال : إن معنى الآية : فإن دعا المشركون من استطاعوا من دون الله فلم يستجيبوا لهم ولم يستجب المشركون لكم أيها النبي ومعاشر المؤمنين فاعلموا أنما أنزل بعلم الله إلخ ، وهذا هو الذي أومأنا إليه آنفا أنه تقييد للآية من غير مقيد.

على أن فيه أمرا للمؤمنين أن يهتدوا في إيمانهم ويقينهم بأمر فرضي غير واقع وكلامه تعالى يجل عن ذلك ، ولو أريدت الدلالة على أنهم غير قادرين على ذلك وإن دعوا شركاءهم إلى المعارضة كان من حق الكلام أن يقال : فإن لم يستجيبوا لكم ولن يستجيبوا فاعلموا إلخ ، كما قيل كذلك في نظيره قال تعالى : « وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ » البقرة : ـ ٢٤.

قوله تعالى : « مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ » التوفية إيصال الحق إلى صاحبه وإعطاؤه له بكماله ، والبخس نقص الأجر.

وفي الآية تهديد لهؤلاء الذين لا يخضعون للحق لما جاءهم ولا يسلمون له إيثارا للحياة الدنيا ونسيانا للآخرة ، وبيان لشيء من سنة الأسباب القاضية عليهم باليأس من نعيم الحياة الآخرة.

وذلك أن العمل كيفما كان فإنما يسمح للإنسان بالغاية التي أرادها به وعمله

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست