responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 167

فمن البين أن هذه كلها صفات لمعنى القرآن. وليست صفات لما يقصده علماء البلاغة بالمعنى البليغ الذي ربما يشتمل عليه الباطل من الكلام الذي يسميه القرآن الكريم لغوا من القول وإثما وينهى الإنسان عن تعاطيه والتفوه به وإن كان بليغا بل المعنى المتصف بهذه الصفات هو شيء من المقاصد الإلهية التي تجري على الحق الذي لا يخالطه باطل ، وتقع في صراط الهداية ، ويكون الكلام المشتمل على معنى هذا نعته وغرض هذا شأنه هو الذي تتعلق العناية الإلهية بتنزيله وجعله رحمة للمؤمنين وذكرا للعالمين.

وهذا هو الذي يصح أن يتحدى به بمثل قوله : « فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ » فإنا لا نسمي الكلام حديثا إلا إذا اشتمل على غرض هام يتحدث به فينقل من ضمير إلى ضمير ، وكذا قوله : « فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ » فإن الله لا يسمي جماعة من آيات كتابه وإن كانت ذات عدد سورة إلا إذا اشتملت على غرض إلهي تتميز بها من غيرها.

ولو لا ذلك لم يتم التحدي بالآيات القرآنية وكان للخصم أن يختار من مفردات الآيات عددا ذا كثرة كقوله تعالى : « وَالضُّحى » « وَالْعَصْرِ » « وَالطُّورِ » « فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ » « مُدْهامَّتانِ » « الْحَاقَّةُ » « مَا الْحَاقَّةُ وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ » « الرَّحْمنُ » « مَلِكِ النَّاسِ » « إِلهِ النَّاسِ » « وَخَسَفَ الْقَمَرُ » « كَلَّا وَالْقَمَرِ » « سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ » إلى غير ذلك من مفردات الآيات ثم يقابل كلا منها بما يناظرها من الكلام العربي من غير أن يضمن ارتباط بعضها ببعض واشتمالها على غرض يجمعها ويخرجها في صورة الوحدة.

فالذي كلف به الخصم في هذه التحديات هو أن يأتي بكلام يماثل القرآن مضافا إلى بلاغة لفظه في بيان بعض المقاصد الإلهية المشتملة على أغراض منعوته بالنعوت التي ذكرها الله سبحانه.

والكلام الإلهي مع ما تحدى به في آيات التحدي يختلف بحسب ما يظهر من خاصته فمجموع القرآن الكريم يختص بأنه كتاب فيه ما يحتاج إليه نوع الإنسان إلى يوم القيامة من معارف أصلية وأخلاق كريمة وأحكام فرعية ، والسورة من القرآن تختص ببيان جامع لغرض من الأغراض الإلهية المتعلقة بالهدى ودين الحق على بلاغتها

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست