responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 163

إسراء : ـ ٨٨ ، وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في الكلام على إعجاز القرآن في الجزء الأول من الكتاب.

وبذلك يظهر فساد ما قيل إن جهة إعجاز القرآن إنما هي البلاغة والفصاحة في هذا النظم المخصوص لأنه لو كان جهة الإعجاز غير ذلك لما قنع في المعارضة بالافتراء والاختلاق لأن البلاغة ثلاث طبقات فأعلى طبقاتها معجز وأدناها وأوسطها ممكن فالتحدي في الآية إنما وقع في الطبقة العليا منها ، ولو كان وجه الإعجاز الصرفة لكان الركيك من الكلام أبلغ في باب الإعجاز.

والمثل المذكور في الآية لا يجوز أن يكون المراد به مثله في الجنس لأن مثله في الجنس يكون حكايته فلا يقع بها التحدي ، وإنما يرجع في ذلك إلى ما هو متعارف بين العرب في تحدي بعضهم بعضا كما اشتهر من مناقضات امرئ القيس وعلقمة وعمر بن كلثوم والحارث بن حلزة وجرير والفرزدق وغيرهم. انتهى.

فإن فيه أولا : أن لو كانت جهة الإعجاز في القرآن هي بلاغته فحسب وهي أمر لا يعرفه غير العرب لم يكن لتشريك غيرهم في التحدي معنى ، ولم يرجع قوله : « وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ » على ما فيه من العموم وكذا قوله : « لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُ » الآية إلى معنى محصل ولكان من الواجب أن يقال : لئن اجتمعت العرب » وادعوا من استطعتم من آلهتكم ومن أهل لغتكم.

وثانيا : أنه لو كانت جهة الإعجاز هي البلاغة فقط لم يصح الاحتجاج بمثل قوله : « وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً » النساء : ـ ٨٢ ، الظاهر في نفي مطلق الاختلاف فإن أكثر الاختلافات وهي التي يرجع إلى المعاني لا تضر بلاغة اللفظ.

وثالثا : أنه تعالى يتحدى بمثل قوله : « فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ » الطور : ـ ٣٤ ، وبقوله في سورة يونس : « فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ » آية ـ ٣٨ ، وقد استفدنا فيما تقدم أن سورة يونس قبل سورة هود في ترتيب النزول

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست