نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 10 صفحه : 133
وفي التعبير
نفسه أعني قوله : «
ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ » إعطاء الحجة على النهي عن الدعاء.
قوله
تعالى : « إِنْ يَمْسَسْكَ
اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ » إلخ ، الجملة حالية وهي تتمة البيان في الآية السابقة
، والمعنى : ولا تدع من دون الله ما لا نفع لك عنده ولا ضرر ، والحال أن ما مسك
الله به من ضر لا يكشفه غيره وما أرادك به من خير لا يرده غيره فهو القاهر دون
غيره يصيب بالخير عباده بمشيئته وإرادته ، وهو مع ذلك غفور رحيم يغفر ذنوب عباده
ويرحمهم ، واتصافه بهذه الصفات الكريمة وكون غيره صفر الكف منها يقتضي تخصيص
العبادة والدعوة به.
قوله
تعالى : « قُلْ يا أَيُّهَا
النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ » وهو القرآن أو ما يشتمل عليه من الدعوة الحقة ، وقوله
: « فَمَنِ
اهْتَدى » إلى آخر
الآية ، إعلام لهم بكونهم مختارين فيما ينتخبونه لأنفسهم من غير أن يسلبوا الخيرة
ببيان حقيقة هي أن الحق ـ وقد جاءهم ـ من حكمه أن من اهتدى إليه فإنما يهتدي ونفعه
عائد إليه ، ومن ضل عنه فإنما يضل وضرره على نفسه فلهم أن يختاروا لأنفسهم ما
يحبونه من نفع أو ضرر ، وليس هو صلىاللهعليهوآله وكيلا لهم يتصدى من الفعل ما هو لهم فالآية كناية عن
وجوب اهتدائهم إلى الحق لأن فيه نفعهم.
قوله
تعالى : « وَاتَّبِعْ ما يُوحى
إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ » أمر باتباع ما يوحى إليه والصبر على ما يصيبه في جنب
هذا الاتباع من المصائب والمحن ، ووعد بأن الله سبحانه سيحكم بينه وبين القوم ،
ولا يحكم إلا بما فيه قرة عينه فالآية تشتمل على أمره بالاستقامة في الدعوة
وتسليته فيما يصيبه ، ووعده بأن العاقبة الحسنى له.
وقد اختتمت
الآية بحكمه تعالى ، وهو الذي عليه يعتمد معظم آيات السورة في بيانها. والله أعلم.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 10 صفحه : 133