responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 124

المسلمين وأهل الكتاب وخاصة اليهود اشتدادها بالمدينة ، ولم يركبوا بعد من العناد واللجاج ذاك المركب الصعب الذي ركبوه بعد هجرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونشوب الحروب بينهم وبين المسلمين حتى بلغوا المبلغ الذي قالوا : « ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ » الأنعام : ـ ٩١.

فهذا ما يعطيه سياق الآية من المعنى ، وأظنك إن أمعنت في تدبر الآية وسائر الآيات التي تناسبها مما يخاطب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بحقية ما نزل إليه من ربه ، ويتحدى على البشر بعجزهم عن إتيان مثله ، وما يصف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه على بصيرة من أمره ، وأنه على بينه من ربه أقنعك ذلك فيما قدمناه من المعنى ، وأغناك عن التمحلات التي ارتكبوها في تفسير الآية بما لا جدوى في نقلها والبحث عنها.

قوله تعالى : « وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ » نهى عن الارتياب والامتراء أولا ثم ترقى إلى النهي عن التكذيب بآيات الله وهو العناد مع الحق استكبارا على الله فإن الآية لا تكون آية إلا مع وضوح دلالتها وظهور بيانها وتكذيب ما هذا شأنه لا يكون مبينا إلا على العناد واللجاج.

وقوله : « فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ » تفريع على التكذيب بآيات الله فهو نتيجته وعاقبته فهو المنهي عنه بالحقيقة. والمعنى : ولا تكن من الخاسرين ، والخسران زوال رأس المال بانتقاصه أو ذهاب جميعه ، وهو الإيمان بالله وآياته الذي هو رأس مال الإنسان في سعادة حياته في الدنيا والآخرة على ما يستفاد من الآية التالية حيث يعلل خسرانهم بأنهم لا يؤمنون.

قوله تعالى : « إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ » إلخ ، تعليل للنهي السابق ببيان ما للمنهي عنه من الشأن فإن أصل النظم بحسب المعنى المستفاد من السياق أن يقال : لا تكونن من المكذبين لأن المكذبين لا يؤمنون فيكونون خاسرين لأن رأس مال السعادة هو الإيمان فوضع قوله « الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ » موضع « المكذبين » للأدلة على سبب الحكم وأن المكذبين إنما يخسرون لأن كلمة الله سبحانه تحق عليهم فالأمر على كل حال إلى الله سبحانه.

والكلمة الإلهية التي حقت على المكذبين بآيات الله هي قوله يوم شرع الشريعة

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست