responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 113

ويطيبوا أنفسهم فلا يضيقوا عليهم وينقصوا من إيذائهم والتشديد عليهم.

وأما ما قيل : إن الضمير راجع إلى فرعون لأنه ذو أصحاب أو للذرية لأنهم كانوا من القبط فمما لا يصار إليه البتة وخاصة أول الوجهين.

وقوله : « أَنْ يَفْتِنَهُمْ » أي يعذبهم ليعودوا إلى ملته وقوله : « وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي الْأَرْضِ » أي والظرف هذا الظرف وهو أن فرعون عال في الأرض مسرف في الأمر.

فالمعنى ـ والله أعلم ـ فتفرع على قصة بعثهما واستكبار فرعون وملئه أنه لم يؤمن بموسى إلا ضعفاء من بني إسرائيل وهم يخافون ملأهم ويخافون فرعون أن يعذبهم لإيمانهم وكان ينبغي لهم ومن شأنهم أن يخافوا فإن فرعون كان يومئذ عاليا في الأرض مسلطا عليهم وإنه كان من المسرفين لا يعدل فيما يحكم ويجاوز الحد في الظلم والتعذيب.

ولو صح أن يراد بقومه كل من بعث إليهم موسى وبلغهم الرسالة وهم القبط وبنو إسرائيل استقام الكلام من طريق آخر من غير حاجة إلى ما تقدم من تكلفاتهم.

قوله تعالى : « وَقالَ مُوسى يا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ » لما كان الإيمان بالله بما يفيده للمؤمن من العلم بمقام ربه ولو إجمالا وأنه سبب فوق الأسباب إليه ينتهي كل سبب ، وهو المدبر لكل أمر ، يدعوه إلى تسليم الأمر إليه والتجنب عن الاعتماد بظاهر ما يمكنه التسبب به من الأسباب فإنه من الجهل ، ولازم ذلك إرجاع الأمر إليه والتوكل عليه ، وقد أمرهم في الآية بالتوكل على الله ، علقه أولا على الشرط الذي هو الإيمان ثم تمم الكلام بالشرط الذي هو الإسلام.

فالكلام في تقدير : إن كنتم آمنتم بالله ومسلمين له فتوكلوا عليه. وقد فرق بين الشرطين ولعله لم يجمع بينهما فيقول : « إن كنتم آمنتم وأسلمتم فتوكلوا » لاختلاف الشرطين بحسب الحال فقد كان الإيمان واقعا محرزا منهم ، وأما الإسلام فهو من كمال

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست