responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 111

بِكَلِماتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ » كما سيأتي توضيحه.

قوله تعالى : « وَيُحِقُّ اللهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ » لما كشف الله عن الحقيقة المتقدمة في جانب النفي بقوله : « إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ » أبان عنه في جانب الإثبات أيضا في هذه الآية بقوله : « وَيُحِقُّ اللهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ » وقد جمع تعالى بين معنيي النفي والإثبات في قوله : « لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ » الأنفال : ـ ٨.

ومن هنا يقوى احتمال أن يكون المراد بالكلمات في الآية أقسام الأقضية الإلهية في شئون الأشياء الكونية الجارية على الحق فإن قضاء الله ماض وسنته جارية أن يضرب الحق والباطل في نظام الكون ثم لا يلبث الباطل دون أن يفنى ويعفى أثره ويبقى الحق على جلائه ، وذلك قوله تعالى : « أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ » الرعد : ـ ١٧ ، وسيجيء استيفاء البحث فيه في ذيل الآية إن شاء الله تعالى.

والحاصل أن موسى عليه‌السلام إنما ذكر هذه الحقيقة لهم ليوقفهم على سنة إلهية حقة غفلوا عنها ، وليهيئ نفوسهم لما سيظهره عملا من غلبة الآية المعجزة على السحر وظهور الحق على الباطل ، ولذا بادروا إلى الإيمان حين شاهدوا المعجزة ، وألقوا أنفسهم على الأرض ساجدين على ما فصله الله سبحانه في مواضع أخرى من كلامه.

وقوله : « وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ » ذكر الاجرام من بين أوصافهم لأن فيه معنى القطع فكأنهم قطعوا سبيل الحق على أنفسهم وبنوا على ذلك بنيانهم فهم على كراهية من ظهور الحق ، ولذلك نسب الله كراهة ظهور الحق إليهم بما هم مجرمون في قوله : « وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ » وفي معناه قوله في أول الآيات : « فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ ».

قوله تعالى : « فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ » إلى آخر الآيتين ذكر بعض المفسرين أن الضمير في « قومه » راجع إلى فرعون ،

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست