responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 110

والعصي ، وقد كانوا هيئوها ليلقوها فيظهروها في صور الحيات والثعابين بسحرهم.

قوله تعالى : « فَلَمَّا أَلْقَوْا قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ » ما قاله عليه‌السلام بيان لحقيقة من الحقائق لينطبق عليها ما سيظهره الله من الحق على يديه من صيرورة العصا ثعبانا يلقف ما ألقوه من الحبال والعصي وأظهروه في صور الحيات والثعابين بسحرهم.

والحقيقة التي بينها لهم أن الذي جاءوا به سحر والسحر شأنه إظهار ما ليس بحق واقع في صورة الحق الواقع لحواس الناس وأنظارهم ، وإذ كان باطلا في نفسه فإن الله سيبطله لأن السنة الإلهية جارية على إقرار الحق وإحقاقه في التكوين وإزهاق الباطل وإبطاله فالدولة للحق وإن كانت للباطل جولة أحيانا.

ولذا علل قوله : « إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ » بقوله : « إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ » فإن الصلاح والفساد شأنان متقابلان ، وقد جرت السنة الإلهية أن يصلح ما هو صالح ويفسد ما هو فاسد أي إن يرتب على كل منهما أثره المناسب له المختص به وأثر العمل الصالح أن يناسب ويلائم سائر الحقائق الكونية في نظامها الذي تجري هي عليه ، ويمتزج بها ويخالطها فيصلحه الله سبحانه ويجريه على ما كان من طباعه ، وأثر العمل الفاسد أن لا يناسب ولا يلائم سائر الحقائق الكونية فيما تقتضيه بطباعها وتجري عليه بجبلتها فهو أمر استثنائي في نفسه ، ولو أصلحه الله في فساده كان ذلك إفسادا للنظام الكوني.

فيعارضه سائر الأسباب الكونية بما لها من القوى والوسائل المؤثرة ، وتعيده إلى السيرة الصالحة إن أمكن وإلا أبطلته وأفنته ومحته عن صحيفة الوجود البتة.

وهذه الحقيقة تستلزم أن السحر وكل باطل غيره لا يدوم في الوجود وقد قررها الله سبحانه في كلامه في مواضع مختلفة كقوله : « وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ » وقوله : « وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ » وقوله : « إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ » المؤمن : ـ ٢٨ ، ومنها قوله في هذه الآية : « إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ».

وأكده بتقريره في جانب الإثبات بقوله في الآية التالية : « وَيُحِقُّ اللهُ الْحَقَ

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست