responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 109

الحق قالوا وأكدوا القول : إن هذا ـ يشيرون إلى الحق من الآية ـ لسحر مبين واضح كونه سحرا ، وإنما سمى الآية حقا قبال تسميتهم إياها سحرا.

قوله تعالى : « قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا » إلخ ، أي فلما سمع مقالتهم تلك ورميهم الحق بأنه سحر مبين قال لهم منكرا لقولهم في صورة الاستفهام : « أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ » إنه لسحر؟ ثم كرر الإنكار مستفهما بقوله : « أَسِحْرٌ هذا »؟ فمقول القول في الجملة الاستفهامية محذوف إيجازا لدلالة الاستفهام الثاني عليه ، وقوله : « وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ » يمكن أن يكون جملة حالية معللة للإنكار الذي يدل عليه قوله : « أَسِحْرٌ هذا » ، ويمكن أن يكون إخبارا مستقلا بيانا للواقع يبرئ به نفسه من أن يقترف السحر لأنه يرى لنفسه الفلاح وللساحرين أنهم لا يفلحون.

قوله تعالى : « قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا » إلخ ، اللفت هو الصرف عن الشيء ، والمعنى : قال فرعون وملؤه لموسى معاتبين له : « أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا » وتصرفنا « عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا » يريدون سنة قدمائهم وطريقتهم « وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ » يعنون الرئاسة والحكومة وانبساط القدرة ونفوذ الإرادة يؤمون بذلك أنكما اتخذتما الدعوة الدينية وسيلة إلى إبطال طريقتنا المستقرة في الأرض ، ووضع طريقة جديدة أنتما واضعان مبتكران لها موضعها تحوزان بإجرائها في الناس وإيماننا بكما وطاعتنا لكما الكبرياء والعظمة في المملكة.

وبعبارة أخرى إنما جئتما لتبدلا الدولة الفرعونية المتعرقة في القبط إلى دولة إسرائيلية تدار بإمامتكما وقيادتكما ، وما نحن لكما بمؤمنين حتى تنالا بذلك أمنيتكما وتبلغا غايتكما من هذه الدعوة المزورة.

قوله تعالى : « وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ » كان يأمر به ملأه فيعارض بسحر السحرة معجزة موسى كما فصل في سائر الآيات القاصة للقصة وتدل عليه الآيات التالية.

قوله تعالى : « فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا » إلخ ، أي لما جاءوا وواجهوا موسى وتهيئوا لمعارضته قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقوه من الحبال

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست