responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 89

ليست بمقصودة ، ولا البيانات اللفظية تنطبق على شئ منها.

والبحث الصحيح يوجب أن تفسر هذه البيانات اللفظة على ما يعطيها اللفظ في العرف واللغة ثم يعتمد في أمر المصداق على ما يفسر به بعض الكلام بعضا ثم ينظر هل الانظار العلمية تنافيها أو تبطلها ؟ فلو ثبت فيها في خلال ذلك شئ خارج عن المادة وحكمها فإنما الطريق إليه إثباتا أو نفيا طور آخر من البحث غير البحث الطبيعي الذي تتكفلة العلوم الطبيعية ، فما للعلم الباحث عن الطبيعة وللامر الخارج عنها ؟ فإن العلم الباحث عن المادة وخواصها ليس من وظيفته أن يتعرض لغير المادة خواصها لا إثباتا ولا نفيا.

ولو فعل شيئا منه باحث من بحاثه كان ذلك منه شططا من القول ، نظير ما لو أراد الباحث في علم اللغة أن يستظهر من علمه حكم الفلك نفيا أو إثباتا ، ولنرجع إلى بقية الآيات.

وقوله تعالى : فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة. سوق الآيات من أول السورة وإن كانت لبيان حال المتقين والكافرين والمنافقين ( الطوائف الثلث ) جميعا لكنه سبحانه حيث جمعهم طرا في قوله : يا أيها الناس أعبدوا ربكم ، ودعاهم إلى عبادته تقسموا لا محالة إلى مؤمن وغيره فإن هذه الدعوة لا تحتمل من حيث إجابتها وعدمها غير القسمين : المؤمن والكافر وأما المنافق فإنما يتحقق بضم الظاهر إلى الباطن ، واللسان إلى القلب فكان هناك من جمع بين اللسان والقلب إيمانا أو كفرا ومن أختلف لسانه وقلبه وهو المنافق ، فلما ذكرنا ( لعله ) أسقط المنافقون من الذكر ، وخص بالمؤمنين والكافرين ووضع الايمان مكان التقوى.

ثم إن الوقود ما توقد به النار وقد نصت الآية على أنه نفس الانسان ، فالانسان وقود وموقود عليه ، كما في قوله تعالى ايضا : ( ثم في النار يسجرون ) المؤمن ـ ٧٢. وقوله تعالى : ( نار الله الموقدة التي تطلع على الافئدة ) اللمزة ـ ٧ ، فالانسان معذب بنار توقده نفسه ، وهذه الجملة نظيرة قوله تعالى : ( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ) البقرة ـ ٢٥ ، ظاهرة في أنه ليس للانسان هناك إلا ما هيأه من هيهنا ، كما عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « كما تعيشون تموتون وكما

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست