نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 85
يأكل
الطعام ويمشي في الاسواق لو لا انزل عليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو
تكون له جنة يأكل منها )
الفرقان ـ ٨ ، ووجه الاستدلال أن دعوى الرسالة توجب أن لا يكون بشرا مثلنا لكونه
ذا احوال من الوحي وغيره ليس فينا فلم يأكل الطعام ويمشي في الاسواق لاكتساب
المعيشة ؟ بل يجب أن ينزل معه ملك يشاركه في الانذار أو يلقي إليه كنز فلا يحتاج
إلى مشي الاسواق للكسب أو تكون له جنة فيأكل منها لا مما نأكل منه من طعام ، فرد
الله تعالى عليهم بقوله : ( انظر كيف ضربوا لك
الامثال فضلو افلا يستطيعون سبيلا )
إلى أن قال : ( وما ارسلنا قبلك من المرسلين الا انهم ليأكلون
الطعام ويمشون في الاسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا ) الفرقان ـ ٢٠ ، ورد تعالى في موضع آخر
مطالبتهم مباشرة الملك للانذار بقوله : ( ولو جعلناه ملكا لجعلناه
رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون )
الانعام ـ ٩.
وقريب من ذلك الاحتجاج أيضا ما في قوله
تعالى : ( وقال الذين لا يرجون لقائنا لو لا انزل علينا
الملائكة أو نرى ربنا لقد إستكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا ) الفرقان ـ ٢١ ، فأبطلوا بزعمهم دعوى
الرسالة بالوحي بمطالبة أن يشهدوا نزول الملك أو رؤية الرب سبحانه لمكان المماثلة
مع النبي ، فرد الله تعالى عليهم ذلك بقوله : ( يوم يرون الملائكة لا
بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا )
الفرقان ـ ٢٢ ، فذكر أنهم والحال حالهم لا يرون الملائكة إلا مع حال الموت كما
ذكره في موضع آخر بقوله تعالى : ( وقالوا يا أيها الذي
نزل عليه الذكر إنك لمجنون لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ما ننزل
الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين )
الحجر ـ ٨ ، ويشتمل هذه الآيات الاخيرة على زيادة في وجه الاستدلال ، وهو تسليم
صدق النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في دعواه
إلا أنه مجنون وما يحكيه ويخبر به أمر يسوله له الجنون غير مطابق للواقع كما في
موضع آخر من قوله : ( وقالوا مجنون وازدجر ) القمر ـ ٩.
وبالجملة فأمثال هذه الآيات مسوقة لبيان
إقامتهم الحجة على إبطال دعوى النبوة من طريق المماثلة.
وتارة اخري أقاموا أنفسهم مقام الانكار
وسؤال الحجة والبينة على صدق
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 85