responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 84

وإنما اكتفوا في ذلك بحجة للعقل والمخاطبة من طريق النظر والاستدلال كقوله تعالى : ( قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السموات والارض ) : إبراهيم ـ ١٠ في الاحتجاج على التوحيد قوله تعالى : ( ما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض أم نجعل المتقين كالفجار ) ص ـ ٢٨ في الاحتجاج على البعث. وانما سئل الرسل المعجزة وأتوابها لاثبات رسالتهم وتحقيق دعويها.

وذلك أنهم ادعوا الرسالة من الله بالوحى وأنه بتكليم إلهي أو نزول ملك ونحو ذلك وهذا شئ خارق للعادة في نفسه من غير سنخ الادراكات الظاهرة والباطنة التي يعرفها عامة الناس ويجدونها من أنفسهم ، بل إدراك مستور عن عامة النفوس لو صح وجوده لكان تصرفا خاصا من ما وراء الطبيعة في نفوس الانبياء فقط ، مع أن الانبياء كغيرهم من افراد الناس في البشرية وقواها ، ولذلك صادفوا إنكارا شديدا من الناس ومقاومة عنيفة في رده على أحد وجهين :

فتارة حاول الناس إبطال دعويهم بالحجة كقوله تعالى : ( قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آبائنا ) إبراهيم ـ ١٠٢ ، إستدلوا فيها على بطلان دعويهم الرسالة بأنهم مثل سائر الناس والناس لا يجدون شيئا مما يدعونه من أنفسهم مع وجود المماثلة ، ولو كان لكان في الجميع أو جاز للجميع هذا ، ولهذا اجاب الرسل عن حجتهم بما حكاه الله تعالى عنهم بقوله : ( قالت لهم رسلهم ان نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده ) إبراهيم ـ ١٣ ، فردوا عليهم بتسليم المماثلة وان الرسالة من منن الله الخاصة ، والاختصاص ببعض النعم الخاصة لا ينافي المماثلة فللناس إختصاصات ، نعم لو شاء أن يمتن على من يشاء منهم فعل ذلك من غير مانع فالنبوة مختصة بالبعض وإن جاز على الكل.

ونظير هذا الاحتجاج قولهم في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على ما حكاه الله تعالى : ( أأنزل عليه الذكر من بيننا ) ص ـ ٨ ، وقولهم كما حكاه الله : ( لو لا انزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ) الزخرف ـ ٣١.

ونظير هذا الاحتجاج أو قريب منه ما في قول تعالى : ( وقالوا ما لهذا الرسول

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست