نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 428
عاهدوا
والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ـ
١٧٧.
( بيان )
قيل : كثر الجدال والخصام بين الناس بعد
تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة وطالت المشاجرة فنزلت الآية.
قوله
تعالى :
ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ،
البر بالكسر التوسع من الخير والاحسان ، والبر بالفتح صفة مشبهة منه ، والقبل
بالكسر فالفتح الجهة ومنه القبلة وهي النوع من الجهة ، وذووا القربى الاقرباء ،
واليتامى جمع يتيم وهو الذي لا والد له ، والمساكين جمع مسكين وهو أسوأ حالا من
الفقير ، وابن السبيل المنقطع عن أهله ، والرقاب جمع رقبة وهي رقبة العبد ،
والبأساء مصدر كالبؤس وهو الشدة والفقر ، والضراء مصدر كالضر وهو أن يتضرر الانسان
بمرض أو جرح أو ذهاب مال أو موت ولد ، والبأس شده الحرب.
قوله
تعالى :
ولكن البر من آمن بالله ، عدل عن
تعريف البر بالكسر إلى تعريف البر بالفتح ليكون بيانا وتعريفا للرجال مع تضمنه
لشرح وصفهم وإيماء إلى أنه لا أثر للمفهوم الخالي عن المصداق ولا فضل فيه ، وهذا
دأب القرآن في جميع بياناته فانه يبين المقامات ويشرح الاحوال بتعريف رجالها من
غير أن يقنع ببيان المفهوم فحسب.
وبالجملة قوله ولكن البر من آمن بالله
واليوم الآخر ، تعريف للابرار وبيان لحقيقة حالهم ، وقد عرفهم أولا في جميع
المراتب الثلاث من الاعتقاد والاعمال والاخلاق بقوله : (من آمن بالله ) وثانيا بقوله : ( أولئك
الذين صدقوا )
وثالثا بقوله : ( وأولئك هم المتقون ).
فأما ما عرفهم به أولا فابتدء فيه بقوله
تعالى : من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين ، وهذا جامع لجميع
المعارف الحقة التي يريد الله سبحانه من عباده الايمان بها ، والمراد بهذا الايمان
الايمان التام الذي لا يتخلف عنه أثره ، لا
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 428