نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 425
ولحم
الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور
رحيم ـ ١٧٣ ،إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب
ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم
القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم
ـ ١٧٤. أولئك
الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار ـ
١٧٥. ذلك بأن
الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد
ـ ١٧٦.
( بيان )
قوله
تعالى : يا
أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ،
خطاب خاص بالمؤمنين بعد الخطاب السابق للناس فهو من قبيل انتزاع الخطاب من الخطاب
، كأنه انصراف عن خطاب جماعة ممن لا يقبل النصح ولا يصغي إلى القول ، والتفات إلى
من يستجيب الداعي لايمانه به والتفاوت الموجود بين الخطابين ناش من تفاوت
المخاطبين ، فان المؤمنين بالله لما كان يتوقع منهم القبول بدل قوله : ما في الارض
حلالا طيبا من قوله : طيبات ما رزقناكم ، وكان ذلك وسيلة إلى أن يطلب منهم الشكر
لله وحده لكونهم موحدين لا يعبدون إلا الله سبحانه ، ولذلك بعينه قيل : ما رزقناكم
ولم يقل : ما رزقتم أو ما في الارض ونحوه ، لما فيه من الايماء أو الدلالة على
كونه تعالى معروفا لهم قريبا منهم حنينا رؤوفا بهم ، والظاهر أن يكون قوله : من
طيبات ما رزقناكم ، من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف لا من قبيل قيام الصفة مقام
الموصوف فان المعنى على الاول كلوا من رزقنا الذي كله طيب ، وهو المناسب لمعنى
التقرب والتحنن الذي يلوح من المقام ، والمعنى على الثاني كلوا من طيب الرزق لا من
خبيثه ، وهو بعيد المناسبة عن المقام الذي هو مقام رفع الحظر ، والنهي عن الامتناع
عن بعض ما رزقهم الله سبحانه
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 425