نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 395
قوله
تعالى : لا
إله إلا هو ، جئ به لتأكيد
نصوصية الجملة السابقة في التوحيد ونفي كل توهم أو تأويل يمكن أن يتعلق بها ،
والنفي فيه نفي الجنس ، والمراد بالاله ما يصدق عليه الاله حقيقة وواقعا ، وحينئذ
فيصح أن يكون الخبر المحذوف هو موجود أو كائن ، أو نحوهما ، والتقدير لا إله
بالحقيقة والحق بموجود ، وحيث كان لفظة الجلالة مرفوعا لا منصوبا فلفظ إلا ليس
للاستثناء ، بل وصف بمعنى غير ، والمعنى لا إله غير الله بموجود.
فقد تبين أن الجملة أعني قوله : لا أله
إلا هو ، مسوقة لنفي غير الله من الآلهة الموهومة المتخيلة لا لنفي غير الله
وإثبات وجود الله سبحانه ، كما توهمه كثيرون ، ويشهد بذلك أن المقام إنما يحتاج
إلى النفي فقط ، ليكون تثبيتا لوحدته في الالوهية لا الاثبات والنفي معا ، على أن
القرآن الشريف يعد أصل وجوده تبارك وتعالى بديهيا لا يتوقف في التصديق العقلي به ،
وإنما يعني عنايته بإثبات الصفات ، كالوحدة ، والفاطرية ، والعلم ، والقدرة ، وغير
ذلك.
وربما يستشكل تقدير الخبر لفظ الموجود
أو ما بمعناه أنه يثبت نفي وجود إله غير الله لا نفي إمكانه ، فيجاب عنه بأنه لا
معنى لفرض موجود ممكن مساوى الوجود والعدم ينتهي إليه وجود جميع الموجودات بالفعل
وجميع شئونها ، وربما يجاب عنه بتقدير حق ، والمعنى لا معبود حق إلا هو.
قوله
تعالى :
الرحمن الرحيم ، قد مر الكلام في
معناهما في تفسير البسملة من سورة الفاتحة وبذكر الاسمين يتم معنى الربوبية ،
فإليه ، تعالى ينتهي كل عطية عامة ، بمقتضى رحمانيته ، وكل عطية خاصة واقعة في
طريق الهداية والسعادة الاخروية بمقتضى رحيميته.
قوله
تعالى :أن في خلق السموات والارض إلى
آخر الآية ، السياق كما مر في أول البيان يدل على أن الآية مسوقة للدلالة والبرهنة
على ما تضمنته الآية السابقة أعني قوله تعالى : وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الآية
، فإن الآية تنحل بحسب المعنى إلى أن لكل شئ من هذه الاشياء إلها ، وأن إله الجميع
واحد وأن هذا الاله الواحد هو إلهكم ، وأنه رحمن مفيض للرحمة العامة ، وأنه رحيم
يسوق إلى سعادة
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 395