نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 387
بين صفا والمروة
فريضة هي أم سنة ؟ قال : فريضة ، قلت : إليس الله يقول : فلا جناح عليه أن يطوف
بهما ؟ قال كان ذلك في عمرة القضاء ، وذلك أن رسول الله كان شرط عليهم أن يرفعوا
الاصنام فتشاغل رجل من أصحابه حتى أعيدت الاصنام. قال : فأنزل الله ، إن الصفا
والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ، أي
والاصنام عليها.
أقول
: وعن الكافي ما يقرب منه.
وفي الكافي أيضا عن الصادق عليهالسلام : في حديث حج النبي عليهالسلام : بعد ما طاف بالبيت وصلى ركعتية قال :
صلىاللهعليهوآلهوسلم إن الصفا
والمروة من شعائر الله فابدا بما بدا الله عزوجل ، وإن المسلمين كانويظنون أن
السعي بين الصفا والمروة شئ صنعه المشركون فأنزل الله إن الصفا والمروة من شعائر
الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما.
أقول
: ولا تنافي بين الروايتين في شأن النزول
، وهو ظاهر ، وقوله عليهالسلام
في الرواية فأبدا بما بدا الله ملاك التشريع ، وقد مضى في حديث هاجر وسعيها سبع
مرات بين الصفا والمروة أن السنة جرت بذلك.
وفي الدر المنثور : عن عامر الشعبي قال
: كان وثن بالصفا يدعى إساف ، ووثن بالمروة يدعى نائلة فكان أهل الجاهلية إذا
طافوا بالبيت يسعون بينهما ويمسحون الوثنين فلما قدم رسول الله عليهالسلام قالوا : يا رسول الله إن الصفا والمروة
انما كان يطاف بهما من أجل الوثنين ، وليس الطواف بهما من الشعائر ، فأنزل الله :
إن الصفا والمروة الآية فذكر الصفا من أجل الوثن الذي كان عليه ، وأثبت المروة من
جهة الصنم الذي كان عليه موثبا.
أقول
: وقد روى الفريقان في المعاني السابقة
روايات كثيرة.
ومقتضى جميع هذه الروايات أن الاية نزلت
في تشريع السعي في سنة حج فيها المسلمون ، وسورة البقرة أول سورة نزلت بالمدينة ،
ومن هنا يستنتج أن الآية غير متحدة السياق مع ما قبلها من آيات القبلة فانها نزلت
في السنة الثانية من الهجرة
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 387