responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 385

( بيان )

الصفا والمروة موضعان بمكة يأتي الحجاج بينهما بعمل السعي ، وهما جبلان مسافة بينهما سبعمأه وستون ذراعا ونصف ذراع على ما قيل ، وأصل الصفا في اللغة الحجر الصلب الاملس ، وأصل المروة الحجر الصلب ، والشعائر جمع شعيرة ، وهي العلامة ، ومنه المشعر ، ومنه قولنا : أشعر الهدى ، أي أعلمه ، والحج هو القصد بعد القصد ، أي القصد المكرر وهو في اصطلاح الشرع العمل المعهود بين المسلمين ، والاعتمار الزيارة وأصله العمارة لان الديار تعمر بالزيارة ، وهو في اصطلاح الشرع زيارة ، البيت بالطريق المعهود ، والجناح الميل عن الحق والعدل ، ويراد به الاثم ، فيؤل نفي الجناح إلى التجويز ، والتطوف من الطواف ، وهو الدوران حول الشئ ، وهو السير الذي ينتهي آخره إلى أوله ، ومنه يعلم أن ليس من اللازم كونه حول شئ وإنما ذلك من مصاديقه الظاهرة وعلى هذا المعنى أطلق التطوف في الآية فإن المراد به السعي وهو قطع ما بين الصفا والمروة من المسافة سبع مرات متوالية ، والتطوع من الطوع بمعنى الطاعه ، وقيل : إن التطوع يفارق الاطاعة في أنه يستعمل في المندوب خاصة ، بخلاف الاطاعة ولعل ذلك ـ لو صح هذا القول ـ بعناية أن العمل الواجب لكونه إلزاميا كأنه ليس بمأتي به طوعا ، بخلاف المأتي من المندوب فإنه على الطوع من غير شائبة ، وهذا تلطف عنائي وإلا فأصل الطوع يقابل الكره ولا ينافي الامر الالزامي. قال تعالى : ( قال لها وللارض ائتيا طوعا أو كرها ) فصلت ـ ١١ ، وأصل باب التفعل الاخذ لنفسه ، كقولنا : تميز أي أخذ ، يميز وتعلم الشئ أي أخذ يعلمه ، وتطوع خيرا أي أخذ يأتي بالخير بطوعه ، فلا دليل من جهة اللغة على اختصاص التطوع بالامتثال الندبي إلا أن توجبه العناية العرفية المذكورة.

فقوله تعالى : إن الصفا والمروة من شعائر الله إلى قوله : يطوف بهما يشير إلى كون المكانين معلمين بعلامة الله سبحانه ، يدلان بذلك عليه ، ويذكر انه تعالى واختصاصهما بكونهما من الشعائر دون بقية الاشياء جميعا يدل على أن المراد بالشعائر ليست الشعائر التكوينية بل هما شعيرتان بجعله تعالى إياهما معبدين يعبد فيهما ، فهما يذكر ان الله سبحانه ، فكونهما شعيرتين يدل على أنه تعالى قد شرع فيهما عبادة

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست