نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 37
وخامسها
: ان مزية اصحاب الصراط المستقيم على
غيرهم ، وكذا صراطهم على سبيل غيرهم ، إنما هو بالعلم لا العمل ، فلهم من العلم
بمقام ربهم ما ليس لغيرهم ، إذ قد تبين مما مر : ان العمل التام موجود في بعض
السبل التي دون صراطهم ، فلا يبقى لمزيتهم إلا العلم ، واما ما هذا العلم ؟ وكيف
هو ؟ فنبحث عنه إن شاء الله في قوله تعالى : ( انزل من السماء ماء
فسالت أودية بقدرها )
الرعد ـ ١٧.
ويشعر بهذا المعنى قوله تعالى : ( يرفع الله
الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ) المجادلة ـ ١١ ، وكذا قوله تعالى : ( إليه يصعد
الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )
الملائكة ـ ١٠ ، فالذي يصعد إليه تعالى هو الكلم الطيب وهو الاعتقاد والعلم ، واما
العمل الصالح فشأنه رفع الكلم الطيب والامداد دون الصعود إليه تعالى ، وسيجئ تمام
البيان في البحث عن الآية.
بحث روائي
في الكافي عن الصادق عليهالسلام في معنى العبادة قال : العبادة ثلاثة :
قوم عبدوا الله خوفا ، فتلك عبادة العبيد ، وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلب
الثواب ، فتلك عبادة الاجراء ، وقوم عبدوا الله عزوجل حبا ، فتلك عبادة الاحرار ،
وهي افضل العبادة.
وفي نهج البلاغة : ان قوما عبدوا الله
رغبة ، فتلك عبادة التجار ، وان قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وان
قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الاحرار.
وفي العلل والمجالس والخصال ، عن الصادق
عليهالسلام : ان الناس
يعبدون الله على ثلاثة اوجه : فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهو
الطمع ، وآخرون يعبدونه خوفا من النار فتلك عبادة العبيد ، وهي رهبة ، ولكني اعبده
حبا له عزوجل فتلك عبادة الكرام ، لقوله عزوجل : ( وهم من فزع يومئذ
آمنون ).
ولقوله عزوجل ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) ، فمن احب الله عزوجل
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 37