نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 353
القصوى من كمالهم ،
واشتد بأسهم وطابت نفسهم ، وهو الايمان بأن القتيل منهم غير ميت ولا فقيد ، وأن
سعيهم بالمال والنفس غير ضائع ولا باطل ، فإن قتلوا عدوهم فهم على الحيوة ، وقد
أبادوا عدوهم وما كان يريده من حكومة الجور والباطل عليهم ـ وإن قتلهم عدوهم فهم
على الحيوة ـ ولم يتحكم الجور والباطل عليهم ، فلهم إحدى الحسنيين على أي حال.
وعامة الشدائد التي يأتي بها هو الخوف
والجوع ونقص الاموال والانفس فذكرها الله تعالى ، وأما الثمرات فالظاهر أنها
الاولاد فإن تأثير الحرب في قلة النسل بموت لرجال والشبان أظهر من تأثيره في نقص
ثمرات الاشجار ، وربما قيل : إن المراد ثمرات النخيل ، وهي التمر والمراد بالاموال
غيرها وهي الدواب من الابل والغنم.
قوله
تعالى : وبشر
الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا إليه راجعون ،
اعاد ذكر الصابرين ليبشرهم اولا ، ويبين كيفية الصبر بتعليم ما هو الصبر الجميل
ثانيا ، ويظهر به حق الامر الذي يقضي بوجوب الصبر وهو ملكه تعالى للانسان ـ ثالثا
، ويبين جزائه العام ـ وهو الصلوة والرحمة والاهتداء ـ رابعا
فأمر تعالى نبيه اولا بتبشيرهم ، ولم
يذكر متعلق البشارة لتفخيم امره فانها من الله سبحانه فلا تكون الا خيرا وجميلا ،
وقد ضمنها رب العزة ، ثم بين ان الصابرين هم الذين يقولون : كذا وكذا عند إصابة
المصيبة وهي الواقعة التي تصيب الانسان ، ولا يستعمل لفظ المصيبة الا في النازلة
المكروهة ، ومن المعلوم ان ليس المراد بالقول مجرد التلفظ بالجملة من غير حضور
معناها بالبال ، ولا مجرد الاخطار من غير تحقق بحقيقة معناها ، وهي أن الانسان
مملوك لله بحقيقة الملك ، وان مرجعه إلى الله سبحانه وبه يتحقق أحسن الصبر الذي
يقطع منابت الجزع والاسف ، ويغسل رين الغفلة.
بيانه أن وجود الانسان وجميع ما يتبع
وجودة ، من قواه وأفعاله قائم الذات بالله الذي هو فاطره وموجده فهو قائم به مفتقر
ومستند إليه في جميع أحواله من حدوث وبقاء غير مستقل دونه ، فلربه التصرف فيه كيف
شاء وليس للانسان من
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 353