responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 347

وبالجملة : المراد بالحياة في الآية الحيوة الحقيقية دون التقديرية ، وقد عد الله سبحانه حيوة الكافر بعد موته هلاكا وبوارا في مواضع من كلامه ، كقوله تعالى : ( واحلوا قومهم دار البوار ) إبراهيم ـ ٢٨ ، إلى غير ذلك من الايات ، فالحياة حياة السعادة ، والاحياء بهذه الحيوة المؤمنون خاصة كما قال : ( وإن الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ) العنكبوت ـ ٦٤ ، وانما لم يعلموا ، لان حواسهم مقصورة على ادراك خواص الحيوة في المادة الدنيوية ، وأما ما ورائها فإذا لم يدركوه لم يفرقوا بينه وبين الفناء فتوهموه فنائا ، وما توهمه الوهم مشترك بين المؤمن والكافر في الدنيا ، فلذلك قال : في هذه الآية ، بل احياء ولكن لا تشعرون أي : بحواسكم ، كما قال في الآية الاخرى : لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ، أي باليقين كما قال تعالى : ( كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ) التكاثر ـ ٦.

فمعنى الآية ـ والله اعلم ـ ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات ، ولاتعتقدوا فيهم الفناء والبطلان كما يفيده لفظ الموت عندكم ، ومقابلته مع الحياة ، وكما يعين على هذا القول حواسكم فليسوا باموات بمعنى البطلان ، بل احياء ولكن حواسكم لا تنال ذلك ولا تشعر به ، وإلقاء هذا القول على المؤمنين ـ مع انهم جميعا أو أكثرهم عالمون ببقاء حيوة الانسان بعد الموت ، وعدم بطلان ذاته ـ انما هو لايقاظهم وتنبيههم بما هو معلوم عندهم ، يرتفع بالالتفات إليه الحرج عن صدورهم ، والاضطراب والقلق عن قلوبهم إذا أصابتهم مصيبة القتل ، فانه لا يبقى مع ذلك من آثار القتل عند اولياء القتيل الا مفارقة في ايام قلائل في الدنيا وهو هين في قبال مرضاة الله سبحانه وما ناله القتيل من الحيوة الطيبة ، والنعمة المقيمة ، ورضوان من الله اكبر ، وهذا نظير خطاب النبي بمثل قوله تعالى : الحق من ربك فلا تكونن من الممترين الآية ، مع انه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اول الموقنين بآيات ربه ، ولكنه كلام كني به عن وضوح المطلب ، وظهوره بحيث لا يقبل أي خطور نفساني لخلافه.

نشاة البرزخ

فالاية تدل دلالة واضحة على حيوة الانسان البرزخية ، كالاية النظيرة لها وهى

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست