نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 328
قوله
تعالى :ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام ،
ذكر بعض المفسرين أن المعنى ومن أي مكان خرجت ، وفي أي بقعة حللت فول وجهك وذكر
بعضهم أن المعنى ومن حيث خرجت من البلاد ، ويمكن أن يكون المراد بقوله ومن حيث
خرجت ، مكة ، التي خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
منها كما قال تعالى ( من قريتك التي أخرجتك
) محمد ـ ١٣ ،
ويكون المعنى أن استقبال البيت حكم ثابت لك في مكة وغيرها من البلاد والبقاع وفي
قوله وأنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون تأكيد وتشديد.
قوله
تعالى :ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث
ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ، تكرار
الجملة الاولى بلفظها لعله للدلالة على ثبوت حكمها على أي حال ، فهو كقول القائل ،
اتق الله إذا قمت واتق الله إذا قعدت ، واتق الله إذا نطقت ، واتق الله إذا سكت ،
يريد : التزم التقوى عند كل واحدة من هذه الاحوال ولتكن معك ، ولو قيل اتق الله
إذا قمت وإذا قعدت وإذا نطقت وإذا سكت فاتت هذه النكتة ، والمعنى استقبل شطر
المسجد الحرام من التي خرجت منها وحيث ما كنتم من الارض فولوا وجوهكم شطره.
قوله
تعالى : لئلا
يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ،
بيان لفوائد ثلاث في هذا الحكم الذي فيه أشد التأكيد على ملازمة الامتثال والتحذر
عن الخلاف :
احديها
: أن اليهود كانوا يعلمون من كتبهم أن
النبي الموعود تكون قبلته الكعبة دون بيت المقدس ، كما قال تعالى : وإن الذين
إوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم الآية ، وفي ترك هذا الحكم الحجة لليهود
على المسلمين بأن النبي ليس هو النبي الموعود لكن التزام هذا الحكم والعمل به يقطع
حجتهم إلا الذين ظلموا منهم ، وهو استثناء منقطع ، أي لكن الذين ظلموا منهم باتباع
الاهواء لا ينقطعون بذلك فلا تخشوهم لانهم ظالمون باتباع الاهواء ، والله لا يهدي
القوم الظالمين واخشوني.
وثانيتها
: أن ملازمة هذا الحكم يسوق المسلمين إلى
تمام النعمة عليهم بكمال دينهم ، وسنبين معنى تمام النعمة في الكلام على قوله
تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) المائدة ـ ٤.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 328