نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 325
نسخ حكما رفعه من
حين النسخ ، لا من أصله ، لرأفته ورحمته بالمؤمنين ، وهذا ما أشار إليه بقوله :
وما كان الله ليضيع اعمالكم ، ان الله بالناس لرؤوف رحيم. والفرق بين الرأفة
والرحمة ، بعد اشتراكهما في أصل المعنى ، ان الرأفة يختص بالمبتلى المفتاق ،
والرحمة أعلم.
قوله
تعالى :قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة
ترضيها ، الآية تدل على ان رسول الله قبل نزول
آية القبلة ـ وهي هذه الآية ـ كان يقلب وجهه في آفاق السماء ، وان ذلك كان انتظارا
منه ، أو توقعا لنزول الوحي في أمر القبلة ، لما كان يحب ان يكرمه الله تعالى
بقبلة تختص به ، لا انه كان لا يرتضى بيت المقدس قبلة ، وحاشا رسول الله من ذلك ،
كما قال تعالى : فلنولينك قبلة ترضيها ، فان الرضا بشئ لا يوجب السخط بخلافه بل
اليهود على ما في الروايات الواردة في شأن نزول الآية كانوا يعيرون المسلمين في
تبعية قبلتهم ، ويتفاخرون بذلك عليهم ، فحزن رسول الله ذلك ، فخرج في سواد الليل
يقلب وجهه إلى السماء ينتظر الوحي من الله سبحانه ، وكشف همه فنزلت الآية ، ولو
نزلت على البقاء بالقبلة السابقة لكانت حجة له صلىاللهعليهوآلهوسلم
على اليهود ، وليس ولم يكن لرسول الله ولا للمسلمين عارفي استقبال قبلتهم ، إذ ليس
للعبد إلا الاطاعة والقبول ، لكن نزلت بقبلة جديدة ، فقطع تعييرهم وتفاخرهم ،
مضافا إلى تعيين التكليف ، فكانت حجة ورضى.
قوله
تعالى : فول
وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره.
الشطر البعض ، وشطر المسجد الحرام هو الكعبة ، وفي قوله تعالى شطر المسجد الحرام
دون ان يقال : فول وجهك الكعبة ، أو يقال : فول وجهك البيت الحرام ، محاذاة للحكم
في القبلة السابقة فانها كانت شطر المسجد الاقصى ، وهي الصخرة المعروفة هناك ،
فبدلت من شطر المسجد الحرام ـ وهي الكعبة ـ على ان اضافة الشطر إلى المسجد وتوصيف
المسجد ، بالحرام يعطي مزايا للحكم تفوت لو قيل : الكعبة أو البيت الحرام.
وتخصيص رسول الله بالحكم أولا بقوله فول
وجهك ، ثم تعميم الحكم له ولغيره من المؤمنين بقوله وحيث ما كنتم يؤيد ان القبلة
حولت ، ورسول الله قائم يصلي في
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 325