نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 302
أيضا : ( يا أيها
الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ، تؤمنون بالله ورسوله ) : ( وتجاهدون في سبيل
الله بأموالكم وأنفسكم )
الصف ـ ١١ ، وفيه إرشاد المؤمنين إلى الايمان ، فالايمان غير الايمان.
الثالثه
: ما يلي الايمان بالمرتبة الثانية فإن
النفس إذا أنست بالايمان المذكور وتخلقت بأخلاقه تمكنت منها وانقادت لها سائر
القوى البهيمية والسبعية ، وبالجملة القوى المائلة إلى هوسات الدنيا وزخارفها
الفانية الداثرة ، وصار الانسان يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله
يراه ، ولم يجد في باطنه وسره ما لا ينقاد إلى أمره ونهيه أو يسخط من قضائه وقدره
، قال الله سبحانه : ( فلا وربك لا يؤمنون
حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) النساء ـ ٦٥ ، ويتعقب هذه المرتبة من
الاسلام المرتبة الثالثة من الايمان ، قال الله تعالى ( قد أفلح
المؤمنون )
إلى أن قال : ( والذين هم عن اللغو معرضون ) المؤمنون ـ ٣ ، ومنه قوله تعالى : ( إذ قال له
ربه أسلم ، قال أسلمت لرب العالمين )
إلى غير ذلك ، وربما عدت المرتبتان الثانية والثالثة مرتبة واحدة.
والاخلاق الفاضلة من الرضاء والتسليم ،
والحسبة والصبر في الله ، وتمام الزهد والورع ، والحب والبغض في الله من لوازم هذه
مرتبة.
الرابعة
: ما يلي ، المرتبة الثالثة من الايمان
فإن حال الانسان وهو في المرتبة السابقة مع ربه حال العبد المملوك مع مولاه ، إذ
كان قائما بوظيفة عبوديته حق القيام ، وهو التسليم الصرف لما يريده المولى أو يحبه
ويرتضيه ، والامر في ملك رب العالمين لخلقة أعظم من ذلك وأعظم وإنه حقيقة الملك
الذي لا استقلال دونه لشئ من الاشياء لا ذاتا ولا صفة ، ولا فعلا على ما يليق
بكبريائه جلت كبريائه.
فالانسان ـ وهو في المرتبة السابقة من التسليم
ـ ربما أخذته العناية الربانية فاشهدت له أن الملك لله وحده لا يملك شئ سواه لنفسه
شيئا إلا به لا رب سواه ، وهذا معنى وهبي ، وإفاضة إلهية لا تأثير لارادة الانسان
فيه ، ولعل قوله تعالى : ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك ، وأرنا
مناسكنا ، الآية ، إشارة
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 302