نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 261
بيان
قوله
تعالى :وقالوا اتخذ الله ولدا يعطي السياق ،
أن المراد بالقائلين بهذه المقالة هم اليهود والنصارى : اقالت اليهود : عزير ابن
الله ، وقالت النصارى : المسيح ابن الله ، فإن وجه الكلام مع أهل الكتاب ، وإنما
قال أهل الكتاب هذه الكلمة أعني قولهم : اتخذ الله ولدا أول ما قالوها تشريفا
لانبيائهم كما قالوا : نحن أبناء الله وأحبائه ثم تلبست بلباس الجد والحقيقة فرد
الله سبحانه عليهم في هاتين الآيتين فأضرب عن قولهم بقوله : بل له ما في السموات
إلخ ، ويشتمل على برهانين ينفي كل منهما الولادة وتحقق الولد منه سبحانه ، فإن
اتخاذ الولد هو أن يجزي موجود طبيعي بعض أجزاء وجوده ، ويفصله عن نفسه فيصيره
بتربية تدريجية فردا من نوعه مماثلا لنفسه ، وهو سبحانه منزه عن المثل ، بل كل شئ
مما في السموات والارض مملوك له ، قائم الذات به ، قانت ذليل عند ذلة وجودية ،
فكيف يكون شئ من الاشياء ولدا له مماثلا نوعيا بالنسبه إليه ؟ وهو سبحانه بديع
السموات والارض ، إنما يخلق ما يخلق على غير مثال سابق ، فلا يشبه شئ من خلقه خلقا
سابقا ، ولا يشبه فعله فعل غيره في التقليد والتشبيه ولا في التدريج ، والتوصل
بالاسباب إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون من غير مثال سابق ولا تدريج ، فكيف
يمكن أن ينسب إليه اتخاذ الولد ؟ وتحققه يحتاج إلى تربية وتدريج ، فقوله : له ما
في السموات والارض كل له قانتون برهان تام ، وقوله : بديع السموات والارض إذا قضى
أمرا فإنما يقول له كن فيكون برهان آخر تام ، هذا. ويستفاد من الآيتين :
اولا
: شمول حكم ا لعبادة لجميع المخلوقات مما في السموات والارض.
وثانيا
: ان فعله تعالى غير تدريجي ، ويستدرج من هنا ، ان كل موجود تدريجي فله وجه غير
تدريجي ، به يصدر عنه تعالى كما قال تعالى : ( إنما أمره إذا أراد
شيئا أن يقول له كن فيكون )
يس ـ ٨٢ ، وقال تعالى : ( وما أمرنا إلا واحدة
كلمح بالبصر )
القمر ـ ٥٠ ، وتفصيل القول في هذه الحقيقة القرآنية ، سيأتي إنشاء الله في ذيل
قوله : ( إنما أمره إذا أراد شيئا ) يس ـ ٨٢ ، فانتظر.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 261