نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 193
بالذين آمنوا في صدر
الآية هم المتصفون بالايمان ظاهرا المتسمون بهذا الاسم فيكون محصل المعنى أن
الاسماء والتسمي بها مثل المؤمنين واليهود والنصارى والصابئين لا يوجب عند الله
تعالى أجرا ولا أمنا من العذاب كقولهم : لا يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ،
وإنما ملاك الامر وسبب الكرامة والسعادة حقيقة الايمان بالله واليوم الآخر والعمل
الصالح ، ولذلك لم يقل من آمن منهم بإرجاع الضمير إلى الموصول اللازم في الصلة
لئلا يكون تقريرا للفائدة في التسمي على ما يعطيه النظم كما لا يخفى وهذا مما
تكررت فيه آيات القرآن أن السعادة والكرامة تدور مدار العبودية ، فلا إسم من هذه
الاسماء ينفع لمتسميه شيئا ، ولا وصف من أوصاف الكمال يبقى لصاحبه وينجيه إلا مع
لزوم العبودية ، الانبياء ومن دونهم فيه سواء ، فقد قال تعالى في أنبيائه بعد ما
وصفهم بكل وصف جميل : ( ولو أشركوا لحبط عنهم
ما كانوا يعملون )
الانعام ـ ٨٨ ، وقال تعالى في أصحاب نبيه ومن آمن معه مع ما ذكر من عظم شأنهم وعلو
قدرهم : ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم
مغفرة وأجرا عظيما )
الفتح ـ ٢٩ ، فأتى بكلمة منهم وقال في غيرهم ممن اوتي آيات الله تعالى : ( ولو شئنا
لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الارض وإتبع هواه ) الاعراف ـ ١٧٦ ، إلى غير ذلك من الآيات
الناصة على أن الكرامة بالحقيقة دون الظاهر.
( بحث روائي )
في الدر المنثور : عن سلمان الفارسي قال
: سألت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
عن اهل دين كنت معهم ، فذكر من صلاتهم وعبادتهم فنزلت : ( إن الذين
آمنوا والذين هادوا الآية ).
اقول
: وروي أيضا نزول الآية في أصحاب سلمان
بعدة طرق أخرى.
وفي المعاني : عن ابن فضال قال : قلت
للرضا عليهالسلام لم سمي
النصاري نصارى قال : لانهم كانوا من قرية اسمها ناصرة من بلاد الشام نزلتها مريم
وعيسى بعد رجوعهما من مصر.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 193