نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 18
والعناية بابطال ما
هو الباطل وإحقاق ما هو الحق فيها ، فالصفح عن ذلك اولى.
وأما لفظ الجلالة فالله أصله الاله ،
حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال ، وإله من أله الرجل يأله بمعني عبد ، أو من اله
الرجل أو وله الرجل أي تحير ، فهو فعال بكسر الفاء بمعنى المفعول ككتاب بمعنى
المكتوب سمي إلها لانه معبود أو لانه مما تحيرت في ذاته العقول ، والظاهر انه علم
بالغلبة ، وقد كان مستعملا دائرا في الالسن قبل نزول القرآن يعرفه العرب الجاهلي
كما يشعر به قوله تعالى : ( ولئن سئلتهم من خلقهم
ليقولن الله )
الزخرف ـ ٨٧ ، وقوله تعالى : ( فقالوا هذا لله
بزعمهم وهذا لشركائنا )
الانعام ـ ١٣٦.
ومما يدل على كونه علما انه يوصف بجميع
الاسماء الحسنى وسائر أفعاله المأخوذة من تلك الاسماء من غير عكس ، فيقال : ألله
لرحمن الرحيم ويقال : رحم الله وعلم الله ، ورزق الله ، ولا يقع لفظ الجلالة صفة
لشئ منها ولا يؤخذ منه ما يوصف به شئ منها.
ولما كان وجوده سبحانه ، وهو آله كل شئ
يهدي إلى إتصافه بجميع الصفات الكمالية كانت الجميع مدلولا عليها به بالالتزام ،
وصح ما قيل إن لفظ الجلالة اسم للذات الواجب الوجود المستجمع لجميع صفات الكمال
وإلا فهو علم بالغلبة لم تعمل فيه عناية غير ما يدل عليه مادة إله.
واما
الوصفان : الرحمن الرحيم ،
فهما من الرحمة ، وهي وصف انفعالي وتأثر خاص يلم بالقلب عند مشاهدة من يفقد أو
يحتاج إلى ما يتم به أمره فيبعث الانسان إلى تتميم نقصه ورفع حاجته ، إلا ان هذا
المعنى يرجع بحسب التحليل إلى الاعطاء والافاضة لرفع الحاجة وبهذا المعنى يتصف
سبحانه بالرحمة.
والرحمن ، فعلان صيغة مبالغة تدل على
الكثرة ، والرحيم فعيل صفة مشبهة تدل على الثبات والبقاء ولذلك ناسب الرحمن ان يدل
علي الرحمة الكثيرة المفاضة على المؤمن والكافر وهو الرحمة العامة ، وعلى هذا
المعنى يستعمل كثيرا في القرآن ، قال تعالى : ( الرحمن على العرش
استوى )
طه ـ ٥. وقال ( قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا ) مريم ـ ٧٥. إلى غير ذلك ، ولذلك أيضا
ناسب الرحيم ان يدل على النعمة الدائمة والرحمة الثابتة الباقية التي تقاض على
المؤمن كما قال تعالى : ( وكان
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 18