نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 16
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إنه قال : [ كل امر ذي بال لم يبدأ فيه
باسم الله فهو ابتر الحديث ]. والابتر هو المنقطع الآخر ، فالانسب ان متعلق الباء
في البسملة ابتدئ بالمعنى الذي ذكرناه فقد ابتدء بها الكلام بما انه فعل من
الافعال ، فلا محالة له وحدة ، ووحدة الكلام بوحدة مدلوله ومعناه ، فلا محالة له
معنى ذا وحدة ، وهو المعنى المقصود افهامه من إلقاء الكلام ، والغرض المحصل منه.
وقد ذكر الله سبحانه الغرض المحصل من
كلامه الذي هو جملة القرآن إذ قال تعالى : ( قد جائكم من الله نور
وكتاب مبين يهدي به الله الآية ) المائدة ـ ١٦. إلى غير ذلك من الآيات
التي أفاد فيها : ان الغاية من كتابه وكلام هداية العباد ، فالهداية جملة هي
المبتدئة باسم الله الرحمن الرحيم ، فهو الله الذي إليه مرجع العباد ، وهو الرحمن
يبين لعباده سبيل رحمته العامة للمؤمن والكافر ، مما فيه خيرهم في وجودهم وحياتهم
، وهو الرحيم يبين لهم سبيل رحمته الخاصة بالمؤمنين وهو سعادة آخرتهم ولقاء ربهم
وقد قال تعالى : ( ورحمتي وسعت كلشئ وفسأكتبها للذين يتقون ). الاعراف ـ ١٥٦. فهذا بالنسبة إلى جملة
القرآن.
ثم إنه سبحانه كرر ذكر السورة في كلامه
كثيرا كقوله تعالى : ( فأتوا بسورة مثله ) يونس ـ ٣٨. وقوله : ( فأتوا
بعشر سور مثله مفتريات )
هود ـ ١٣. وقوله تعالى : ( إذا أنزلت سورة ) التوبة ـ ٨٦. وقوله : ( سورة
انزلناها وفرضناها )
النور ـ ١. فبان لنا من ذلك : أن لكل طائفة من هذه الطوائف من كلامه ( التي فصلها قطعا قطعا ، وسمى كل قطعة
سورة ) نوعا من
وحدة التأليف والتمام ، لا يوجد بين أبعاض من سورة ولا بين سورة وسورة ، ومن هنا
نعلم : أن الاغراض والمقاصد المحصلة من السور مختلفة ، وأن كل واحدة منها مسوقة
لبيان معنى خاص ولغرض محصل لا تتم السورة إلا بتمامه ، وعلي هذا فالبسملة في مبتدإ
كل سورة راجعة إلى الغرض الخاص من تلك السورة.
فالبسملة في سورة الحمد راجعة إلى غرض
السورة والمعنى المحصل منه ، والغرض الذي يدل عليه سرد الكلام في هذه السورة هو
حمد الله باظهار العبودية له سبحانه بالافصاح
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 16