نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 115
قوله
تعالى : واذ قال ربك الخ ، سيأتي الكلام في
معنى القول منه تعالى وكذا القول من الملائكة والشيطان انشاء الله.
قوله
تعالى : قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك
الدماء ، إلى قوله : ونقدس لك. مشعر بأنهم انما فهموا وقوع الافساد وسفك الدماء من
قوله سبحانه : اني جاعل في الارض خليفة ، حيث أن الموجود الارضي بما انه مادي مركب
من القوى الغضبية والشهوية ، والدار دار التزاحم ، محدودة الجهات ، وافرة
المزاحمات ، مركباتها في معرض الانحلال ، وانتظاماتها واصلاحاتها في مظنة الفساد
ومصب البطلان ، لا تتم الحيوة فيها الا بالحيوة النوعية ، ولا يكمل البقاء فيها
الا بالاجتماع والتعاون ، فلا تخلو من الفساد وسفك الدماء ، ففهموا من هناك أن
الخلافة المرادة لا تقع في الارض الا بكثرة من الافراد ونظام اجتماعي بينهم يفضي
بالاخرة إلى الفساد والسفك و ، الخلافة وهي قيام شئ مقام آخر لا تتم إلا بكون
الخليفة حاكيا للمستخلف في جميع شؤنه الوجودية وآثاره وأحكامه وتدابيره بما هو
مستخلف ، والله سبحانه في وجوده مسمى بالاسماء الحسنى متصف بالصفات العليا ، من
اوصاف الجمال والجلال ، منزه في نفسه عن النقص ومقدس في فعله عن الشر والفساد جلت
عظمته ، والخليفة الارضي بما هو كذلك لا يليق بالاستخلاف ولا يحكي بوجوده المشوب
بكل نقص وشين الوجود الالهي المقدس المنزه عن جميع النقائص وكل الاعدام ، فأين
التراب ورب الارباب ، وهذا الكلام من الملائكة في مقام تعرف ما جهلوه واستيضاح ما
أشكل عليهم من أمر هذا الخليفة ، وليس من الاعتراض والخصومة في شئ والدليل على ذلك
قولهم فيما حكاه الله تعالى عنهم : انك أنت العليم الحكيم حيث صدر الجملة بأن
التعليلية المشعرة بتسلم مدخولها فافهم ، فملخص قولهم يعود إلى ان جعل الخلافة
انما هو لاجل ان يحكي الخليفة مستخلفه بتسبيحه بحمده وتقديسه له بوجوده ، والارضية
لا تدعه يفعل ذلك بل تجره إلى الفساد والشر ، والغاية من هذا الجعل وهي التسبيح
والتقديس بالمعنى الذي مر من الحكاية حاصلة بتسبيحنا بحمدك وتقديسنا لك ، فنحن
خلفائك أو فاجعلنا خلفاء لك ، فما فائدة جعل هذه الخلافة الارضية لك ؟ فرد الله
سبحانه ذلك عليهم بقوله : أني أعلم ما لا تعلمون وعلم آدم الاسماء كلها.
وهذا
السياق : يشعر اولا : بأن الخلافة المذكورة انما
كانت خلافة الله تعالى ،
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 115