نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 101
وفي الاحتجاج فيما سأله عباية بن ربعي
الاسدي عن أمير المؤمنين على عليهالسلام
في معنى الاستطاعة ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام
: تملكها من دون الله أو مع الله ؟ فسكت عباية بن ربعي فقال له قل يا عباية ، قال
: وما أقول يا امير المؤمنين ؟ قال : تقول تملكها بالله الذي يملكها من دونك فإن
ملككها كان ذلك من عطائه وإن سلبكها كان ذلك من بلائه وهو المالك لما ملكك والقادر
على ما عليه أقدرك الحديث.
أقول
: ومعنى الرواية واضح مما بيناه آنفا.
وفي شرح العقائد للمفيد قال : وقد روى
عن أبي الحسن الثالث عليهالسلام
إنه سئل عن أفعال العباد أهي مخلوقة لله تعالى ؟ فقال عليهالسلام : لو كان خالقا لها لما تبرا منها وقد
قال سبحانه : إن الله برئ من المشركين ولم يرد البراءة من خلق ذواتهم وإنما تبرا
من شركهم وقبائحهم.
اقول
للافعال جهتان : جهة ثبوت ووجود ، وجهة الانتساب إلى الفاعل ، وهذه الجهة الثانية
هي التي تتصف بها الافعال باأنها طاعة أو معصية أو حسنه أو سيئة فإن النكاح والزنا
لا فرق بينهما من جهة الثبوت والتحقق ، وإنما الفرق الفارق هو أن النكاح موافق
لامر الله تعالى ، والزنا فاقد للموافقة المذكورة ، وكذا قتل النفس بالنفس وقتل
النفس بغير نفس ، وضرب اليتيم تأديبا وضربه ظلما ، فالمعاصي فاقدة لجهة من جهات
الصلاح أو لموافقة الامر أو الغاية الاجتماعية بخلاف غيرها ، وقد قال تعالى : ( الله خالق
كل شئ )
الزمر ـ ٦٢ ، والفعل شئ بثبوته ووجوده ، وقد قال عليهالسلام
: « كل ما وقع عليه اسم شئ فهو مخلوق ما خلا الله الحديث » ثم قال تعالى : ( الذي أحسن
كل شئ خلقه )
السجدة ـ ٧ ، فتبين أن كل شئ كما أنه مخلوق فهو في أنه مخلوق حسن ، فالخلقة والحسن
متلازمان متصاحبان لا ينفك أحدهما عن الآخر أصلا ، ثم إنه تعالى سمى بعض الافعال
سيئة فقال : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء
بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها )
الانعام ـ ١٦٠ ، وهي المعاصي التي يفعلها الانسان بدليل المجازاة ، وعلمنا بذلك
أنها من حيث أنها معاص عدمية غير مخلوقة وإلا كانت حسنة ، وقال تعالى : ( ما أصاب
من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ) الحديد ـ ٢٢ ، وقال : ( ما أصاب
من مصيبة
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 101