فإنه رد على الثنوية ثم قطع عز و جل حجة الخلق فقال: لا يُسْئَلُ
عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ
و قوله هاتُوا
بُرْهانَكُمْ أي حجتكم هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ أي خبري وَ ذِكْرُ
مَنْ قَبْلِي أي خبرهم
و قوله وَ قالُوا
اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ قال هو ما قالت
النصارى إن المسيح ابن الله- و ما قالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ، و قالوا في
الأئمة ما قالوا- فقال الله عز و جل إبطالا له بَلْ عِبادٌ
مُكْرَمُونَ يعني هؤلاء الذين زعموا أنهم ولد الله- و جواب هؤلاء الذين
زعموا ذلك في سورة الزمر في قوله لَوْ أَرادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً-
لَاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ سُبْحانَهُ قوله: وَ مَنْ
يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ- فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ قال من زعم أنه
إمام و ليس هو بإمام
و أما قوله: أَ وَ لَمْ
يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا- أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً
فَفَتَقْناهُما