و قوله فَخَلَفَ
مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ و هو الدني [الردي] و الدليل على ذلك قوله أَضاعُوا
الصَّلاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ- فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ثم استثنى عز و
جل فقال: إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً إلى قوله لا
يَسْمَعُونَ فِيها يعني في الجنة لَغْواً إِلَّا سَلاماً- وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ
فِيها بُكْرَةً وَ عَشِيًّا قال ذلك في جنات الدنيا قبل القيامة- و الدليل
على ذلك قوله: بُكْرَةً وَ عَشِيًّا فالبكرة و العشي- لا تكون في الآخرة في
جنات الخلد- و إنما يكون الغدو و العشي في جنات الدنيا- التي تنتقل إليها أرواح
المؤمنين- و تطلع فيها الشمس و القمر.
و قوله عز و جل يحكي قول
الدهرية الذين أنكروا البعث فقال: وَ يَقُولُ الْإِنْسانُ أَ إِذا ما مِتُّ
لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا- أَ وَ لا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ
قَبْلُ وَ لَمْ يَكُ شَيْئاً أي لم يكن ثم ذكره و قوله وَ إِنْ مِنْكُمْ
إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا- ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ
اتَّقَوْا وَ نَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا يعني في البحار إذا
تحولت نيرانا يوم القيامة،