زَكَرِيَّا فَأَقْبَلَتْ وَ هُوَ فِي صَدْرِهَا- وَ أَقْبَلْنَ مُؤْمِنَاتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَبْزُقْنَ فِي وَجْهِهَا- فَلَمْ تُكَلِّمْهُنَّ حَتَّى دَخَلَتْ فِي مِحْرَابِهَا- فَجَاءَ إِلَيْهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ وَ زَكَرِيَّا فَقَالُوا لَهَا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا أَيْ عَظِيماً مِنَ الْمَنَاهِي يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ- وَ ما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا وَ مَعْنَى قَوْلِهِمْ: يَا أُخْتَ هَارُونَ أَنَّ هَارُونَ كَانَ رَجُلًا فَاسِقاً زَانِياً فَشَبَّهُوهَا بِهِ- مِنْ أَيْنَ هَذَا الْبَلَاءُ الَّذِي جِئْتِ بِهِ- وَ الْعَارُ الَّذِي أَلْزَمْتِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَشَارَتْ إِلَى عِيسَى فِي الْمَهْدِ فَقَالُوا لَهَا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا فَأَنْطَقَ اللَّهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ع فَقَالَ: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا إِلَى قَوْلِهِ ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ أَيْ يُخَاصِمُونَ
فَقَالَ الصَّادِقُ ع فِي قَوْلِهِ «وَ أَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ» قَالَ زَكَاةُ الرُّءُوسِ- لِأَنَّ كُلَّ النَّاسِ لَيْسَ لَهُمْ أَمْوَالٌ- وَ إِنَّمَا الْفِطْرَةُ عَلَى الْفَقِيرِ وَ الْغَنِيِّ- وَ الصَّغِيرِ وَ الْكَبِيرِ
، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ص فِي قَوْلِهِ «وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ قَالَ نَفَّاعاً.
و قال علي بن إبراهيم في قوله: وَ أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ- وَ هُمْ فِي غَفْلَةٍ وَ هُمْ لا يُؤْمِنُونَ
فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي وَلَّادٍ الْحَنَّاطِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ «وَ أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ» قَالَ:
يُنَادِي مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ- وَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ وَ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ وَ يَا أَهْلَ النَّارِ هَلْ تَعْرِفُونَ الْمَوْتَ فِي صُورَةٍ مِنَ الصُّوَرِ- فَيَقُولُونَ لَا فَيُؤْتَى بِالْمَوْتِ فِي صُورَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ- فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ ثُمَّ يُنَادَوْنَ جَمِيعاً أَشْرِفُوا وَ انْظُرُوا إِلَى الْمَوْتِ- فَيُشْرِفُونَ ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ بِهِ فَيُذْبَحُ- ثُمَّ يُقَالُ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ أَبَداً- يَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ أَبَداً
و هو قوله «وَ أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ- إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَ هُمْ فِي غَفْلَةٍ» أي قضي على أهل الجنة بالخلود- و على أهل