إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ- أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ- فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ- فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً فَهَذَا الشِّرْكُ شِرْكُ رِيَاءٍ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَنْ تَفْسِيرِ قَوْلِ اللَّهِ «فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ ... إلخ» فَقَالَ: مَنْ صَلَّى مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشْرِكٌ- وَ مَنْ زَكَّى مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشْرِكٌ- وَ مَنْ صَامَ مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشْرِكٌ- وَ مَنْ حَجَّ مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشْرِكٌ- وَ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ- مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشْرِكٌ- وَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ عَمَلَ مُرَاءَاةٍ.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ [عَبْدِ اللَّهِ] بْنِ مُوسَى عَنِ الْحَسَنِ [بْنِ حَمْزَةَ] بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ وَ الْحُسَيْنِ [الْحَسَنِ] بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَضَّاحٍ وَ شُعَيْبٍ الْعَقَرْقُوفِيِّ جَمِيعِهِمْ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ: إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ قَالَ: يَعْنِي فِي الْخَلْقِ أَنَّهُ مِثْلُهُمْ مَخْلُوقٌ يُوحى إِلَيَ إِلَى قَوْلِهِ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً» قَالَ: لَا يَتَّخِذْ مَعَ وَلَايَةِ آلِ مُحَمَّدِ وَلَايَةَ غَيْرِهِمْ- وَ وَلَايَتُهُمُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ- فَمَنْ أَشْرَكَ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ- فَقَدْ أَشْرَكَ بِوَلَايَتِنَا وَ كَفَرَ بِهَا- وَ جَحَدَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع حَقَّهُ وَ وَلَايَتَهُ- قُلْتُ قَوْلُهُ: «الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي» قَالَ: يَعْنِي بِالذِّكْرِ وَلَايَةَ عَلِيٍّ ع وَ هُوَ قَوْلُهُ ذِكْرِي، قُلْتُ قَوْلُهُ «لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً» قَالَ: كَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ إِذَا ذُكِرَ عَلِيٌّ ع عِنْدَهُمْ- أَنْ يَسْمَعُوا ذِكْرَهُ لِشِدَّةِ بُغْضٍ لَهُ- وَ عَدَاوَةٍ مِنْهُمْ لَهُ وَ لِأَهْلِ بَيْتِهِ قُلْتُ قَوْلُهُ «أَ فَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا- أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ- إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلًا» قَالَ (ع): يَعْنِيهِمَا وَ أَشْيَاعَهُمَا- الَّذَيْنِ اتَّخَذُوهُمَا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ- وَ كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ بِحُبِّهِمْ إِيَّاهُمَا- أَنَّهُمَا يُنْجِيَانِهِمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَ كَانُوا بِحُبِّهِمَا كَافِرِينَ- قُلْتُ قَوْلُهُ «إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلًا» أَيْ مَنْزِلًا فَهِيَ لَهُمَا وَ لِأَشْيَاعِهِمَا عَتِيدَةٌ عِنْدَ اللَّهِ، قُلْتُ قَوْلُهُ: نُزُلًا قَالَ: مَأْوَى وَ مَنْزِلًا.