(111) سُورَةُ اللَّهَبِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ (5)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ قال: أَيْ خَسِرَتْ، لَمَّا اجْتَمَعَ مَعَ قُرَيْشٍ فِي دَارِ النَّدْوَةِ وَ بَايَعَهُمْ عَلَى قَتْلِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ كَانَ كَثِيرَ الْمَالِ فَقَالَ اللَّهُ: ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَ ما كَسَبَ- سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ عَلَيْهِ فَتُحْرِقُهُ وَ امْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ صَخْرٍ، وَ كَانَتْ تَنِمُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ تَنْقُلُ أَحَادِيثَهُ إِلَى الْكُفَّارِ، حَمَّالَةَ الْحَطَبِ أَيِ احْتَطَبَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فِي جِيدِها أَيْ فِي عُنُقِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ أَيْ مِنْ نَارٍ، وَ كَانَ اسْمُ أَبِي لَهَبٍ عَبْدَ مَنَافٍ فَكَنَّاهُ اللَّهُ- لِأَنَّ مَنَافاً صَنَمٌ يَعْبُدُونَهُ.
(112) سُورَةُ الْإِخْلَاصِ مَكِّيَّةُ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَيْ هُوَ اللَّهُ الْأَحَدُ
وَ كَانَ سَبَبَ نُزُولِهَا أَنَّ الْيَهُودَ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَتْ مَا نَسَبُ رَبِّكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ- لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ مَعْنَى قَوْلِهِ:
أَحَدٌ أَحَدِيُّ النَّعْتِ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص نُورٌ لَا ظَلَامَ فِيهِ وَ عِلْمٌ لَا جَهْلَ فِيهِ
وَ قَوْلُهُ: الصَّمَدُ، أَيِ الَّذِي لَا مَدْخَلَ فِيهِ- وَ قَوْلُهُ: لَمْ يَلِدْ أَيْ لَمْ يُحْدِثْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، قَالَ: لَا لَهُ كُفْوٌ وَ لَا شَبِيهَ- وَ لَا شَرِيكَ وَ لَا ظَهِيرَ وَ لَا مُعِينَ-.
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمَّادِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّعْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنِ الْفَزَارِيِّ عَنْ حَرِيزٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ قَالَتْ قُرَيْشٌ