طَرَفَانِ- طَرَفٌ عَلَى يَمِينِ الَعْرَشِ وَ طَرَفٌ عَلَى جَبْهَةِ إِسْرَافِيلَ، فَإِذَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ جَلَّ ذِكْرُهُ بِالْوَحْيِ ضَرَبَ اللَّوْحُ جَبِينَ إِسْرَافِيلَ فَيَنْظُرُ فِي اللَّوْحِ فَيُوحِي بِمَا فِي اللَّوْحِ إِلَى جَبْرَئِيلَ ع.
86 سُورَةُ الطَّارِقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سَبْعَ عَشْرَةَ 17
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ قَالَ الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ وَ هُوَ نَجْمُ الْعَذَابِ وَ نَجْمُ الْقِيَامَةِ- وَ هُوَ زُحَلُ فِي أَعْلَى الْمَنَازِلِ إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ قَالَ الْمَلَائِكَةُ،
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ «وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ» قَالَ قَالَ السَّمَاءُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ الطَّارِقُ الَّذِي يَطْرُقُ الْأَئِمَّةَ ع مِنْ عِنْدِ رَبِّهِمْ- مِمَّا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ- وَ هُوَ الرُّوحُ الَّذِي مَعَ الْأَئِمَّةِ ع يُسَدِّدُهُمْ- قُلْتُ وَ النَّجْمُ الثَّاقِبُ قَالَ: ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ ص.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ قَالَ: النُّطْفَةُ الَّتِي تَخْرُجُ بِقُوَّةٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرائِبِ قَالَ:
الصُّلْبُ الرَّجُلُ وَ التَّرَائِبُ الْمَرْأَةُ وَ هِيَ صَدْرُهَا إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ كَمَا خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ يَقْدِرُ أَنْ يَرُدَّهُ إِلَى الدَّنْيَا وَ إِلَى الْقِيَامَةِ يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ قَالَ يُكْشَفُ عَنْهَا[1]
[1]. ذَهَبَ إِلَى هَذَا الْمَعْنَى أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ فَحِينَئِذٍ« تُبْلَى» مِنْ بَلِيَ، يُقَالُ بَلِيَ الثَّوْبُ: رَثَّ فَكَمَا أَنَّ الثَّوْبَ الْبَالِيَ يَكْشِفُ عَنِ الْجِسْمِ كَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ السَّرَائِرُ- أَيْ الْأَعْمَالُ- تُبْلَى فَتَنْكَشِفُ حَقِيقَةُ الْإِنْسَانِ مِنْ تَحْتِهَا، وَ قِيْلَ« تُبْلَى» مِنَ« الْإِبْلَاءِ» وَ عَلَيْهِ يَكُونُ الْمَعْنَى نَخْتَبِرُ السَّرَائِرَ وَ الْمَعْنَى الْأَوَّلُ أَوْلَى، لِأَنَّ الْقِيَامَةَ لَيْسَتْ يَوْمَ الِامْتِحَانِ بَلْ هِيَ يَوْمُ الْمُجَازَاةِ ج. ز