فَإِنْ كَانَ شَرّاً كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِهِمْ- وَ لَا يُنْقَصُ مِنْ وِزْرِهِمْ شَيْءٌ، وَ إِنْ كَانَ خَيْراً كَانَ لَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ- وَ لَا يُنْقَصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ.
76 سُورَةُ الدَّهْرِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ ثَلَاثُونَ 31
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ- لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِي الْعِلْمِ وَ لَا فِي الذِكْرِ، وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ كَانَ فِي الْعِلْمِ وَ لَمْ يَكُنْ فِي الذِّكْرِ- قَوْلُهُ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ أَيْ نَخْتَبِرُهُ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً ثُمَّ قَالَ إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ أَيْ بَيَّنَّا لَهُ طَرِيقَ الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ إِمَّا شاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً وَ هُوَ رَدٌّ عَلَى الْمُجَبِّرَةِ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ لَا فِعْلَ لَهُمْ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً قَالَ:
إِمَّا آخِذٌ فَشَاكِرٌ وَ إِمَّا تَارِكٌ فَكَافِرٌ
، وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ قَالَ مَاءُ الرَّجُلِ وَ مَاءُ الْمَرْأَةِ اخْتَلَطَا جَمِيعاً.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً يَعْنِي بَرْدَهَا وَ طِيبَهَا لِأَنَّ فِيهَا الْكَافُورَ عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها أَيْ مِنْهَا- وَ قَوْلُهُ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً قَالَ: الْمُسْتَطِيرُ الْعَظِيمُ- قَوْلُهُ وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً
فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ كَانَ عِنْدَ فَاطِمَةَ ع شَعِيرٌ فَجَعَلُوهُ عَصِيدَةً، فَلَمَّا أَنْضَجُوهَا وَ وَضَعُوهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ جَاءَ مِسْكِينٌ، فَقَالَ الْمِسْكِينُ رَحِمَكُمُ اللَّهُ- أَطْعِمُونَا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ، فَقَامَ عَلِيٌّ ع فَأَعْطَاهُ ثُلُثَهَا، فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ يَتِيمٌ فَقَالَ الْيَتِيمُ رَحِمَكُمُ اللَّهُ- أَطْعِمُونَا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ، فَقَامَ عَلِيٌّ ع