وَ عَقَلُوا- وَ لَكِنَّهُمْ لَمْ يُطِيعُوا وَ لَمْ يَقْبَلُوا- وَ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُمْ قَدْ سَمِعُوا وَ عَقَلُوا وَ لَمْ يَقْبَلُوا قَوْلُهُ فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ قَوْلُهُ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا أَيْ فِرَاشاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها أَيْ فِي أَطْرَافِهَا- قَوْلُهُ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا قَالَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَ نَظَرَ أَعْدَاءُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْمَنْزِلَةِ الشَّرِيفَةِ الْعَظِيمَةِ- وَ بِيَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ هُوَ عَلَى الْحَوْضِ يَسْقِي وَ يَمْنَعُ تَسْوَدُّ وُجُوهُ أَعْدَائِهِ- فَيُقَالُ لَهُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ أَيْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ مَنْزِلَتَهُ وَ مَوْضِعَهُ وَ اسْمَهُ- قَوْلُهُ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ قَالَ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ إِمَامُكُمْ غَائِباً- فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِإِمَامٍ مِثْلِهِ-.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ [عَلَا] قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَزَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ قَالَ سُئِلَ الرِّضَا ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً- فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ، فَقَالَ ع: مَاؤُكُمْ أَبْوَابُكُمْ أَيِ الْأَئِمَّةُ ع وَ الْأَئِمَّةُ أَبْوَابُ اللَّهِ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ خَلْقِهِ فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ يَعْنِي بِعِلْمٍ الْإِمَامِ.
68 سُورَةُ الْقَلَمِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ خَمْسُونَ 52
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ- ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ
قَالَ فَحَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [عَبْدِ الرَّحِيمِ] الْقَصِيرِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ ن وَ الْقَلَمِ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْقَلَمَ مِنْ شَجَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهَا الْخُلْدُ ثُمَّ قَالَ لِنَهَرٍ فِي الْجَنَّةِ كُنَّ مِدَاداً فَجَمَدَ النَّهَرُ- وَ كَانَ أَشَدَّ بَيَاضاً مِنَ الثَّلْجِ وَ أَحْلَى مِنَ الشَّهْدِ- ثُمَّ قَالَ لِلْقَلَمِ اكْتُبْ قَالَ وَ مَا أَكْتُبُ يَا رَبِّ- قَالَ اكْتُبْ مَا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَكَتَبَ الْقَلَمُ فِي رَقٍّ أَشَدَّ بَيَاضاً مِنَ الْفِضَّةِ- وَ أَصْفَى مِنَ الْيَاقُوتِ- ثُمَ